كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 31)

الفاعل {يَدَاهُ}: فاعل ومضاف إليه مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى، والجملة صلة لـ {مَا} الموصولة {وَيَقُولُ الْكَافِرُ}: فعل وفاعل، معطوف على {يَنْظُرُ الْمَرْءُ} {يَا}: حرف تنبيه، أو حرف نداء، والمنادى محذوف؛ أي: يا هؤلاء القوم، وجملة النداء في محل النصب مقول {وَيَقُولُ}، {لَيْتَنِي}: ليت حرف تمنٍّ ونصب، والنون نون الوقاية؛ لأنها تقي حركة البناء الأصلي في الحرف، والياء ضمير المتكلم في محل النصب اسمها، {كُنْتُ تُرَابًا}: فعل ناقص واسمه وخبره، وجملة {كان} في محل الرفع خبر {ليت} وجملة {ليت} في محل النصب مقول لـ {يَقُولُ}. والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
{عَمَّ} أصله: عن ما، والأصل في {ما} الاستفامية أنها إذا جرت حذف ألفها، ما ذكره ابن مالك بقوله:
وَمَا فِي الاسْتِفهامِ إِنْ جُرَّتْ حُذِفْ ... ألِفُهَا وَأوْلهَا الْهَا إِنْ تَقِفْ
وقد وقف عليها ابن كثير في رواية البزي عنه بهاء السكت على خلاف عنه، وفي ذلك قال الشاطبي:
وَفِيْمهْ وَممَّهْ قِفْ وَعَمَّهْ لِمَهْ بِمَهْ ... بِخُلْفِ عَنِ الْبَزِّيِّ وَادْفَعْ مُجَهِّلَا
{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)}؛ أي: عن أي شيء يسأل بعضهم بعضًا من التساؤل الذي يدل على المشاركة.
{عَنِ النَّبَإِ} والنبأ: الخبر الذي يعني به ويهتم بشأنه، والمراد به: خبر البعث من القبور، والعرض على مالك يوم الدين.
{كَلَّا} كلمة تفيد رد ما تقدم من الكلام ونفيه. {ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)}: تأكيد لفظي لما قبله على ما قاله ابن مالك، ولا يضر توسط حرف العطف، والنحويون يمنعون هذا، ولا يسمونه إلا عطفًا، وإن أفاد التأكيد. اهـ "سمين".
وقيل: الأول عند النزع، والثاني: في القيامة. وقيل: الأول للبعث، والثاني: للجزاء. اهـ "بيضاوي". وقال زاده: ثم موضوعة للتراخي الزمانى، وقد استعمل هنا للتراخي الرتبي تشبيهًا لتباعد الرتبة بتباعد الزمان. اهـ.

الصفحة 52