كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 31)

المطعومات، والحب والحبة - يعني بالكسر - يقال في بزور الرياحين.
{وَنَبَاتًا} والنبات: ما تقتات به الدواب من التبن والحشيش.
{وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)} والجنات: واحدها جنة، وهي الحديقة والبستان فيه الشجر أو النخل، والجنات الألفاف: الملتفة الأغصان لتقاربها، وطول أفنانها، ولا واحد لها؛ كالأوزاع والأخياف كما مر. وقيل: واحدها لف بكسر اللام وفتحها، وقال أبو عبيدة: واحدها لفيف كشريف وأشراف، والأوزاع والأخياف كلاهما بمعنى الجماعات.
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ} هو يوم القيامة، سمي بذلك؛ لأن الله يفصل فيه بحكمه بين الخلائق {كَانَ مِيقَاتًا}؛ أي: حدًا تنتهي عنده الدنيا، وأصله: موقاتًا بوزن مفعال، قلبت الواو لسكونها إثر كسرة.
{فِي الصُّورِ} والصور في الأصل: البوق الذي ينفخ فيه فيحدث صوتًا، وقد جرت عادة الناس إذا سمعوه أن يهرعوا إليه، ويجتمعوا عند النافخ.
{أَفْوَاجًا} جمع فوج، وهو جماعة من الناس، وفي "المفردات": الفوج: الجماعة المارة المسرعة.
{وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ}؛ أي: انشقت وتصدعت من هيبة الله تعالى بعد أن كانت لا فطور فيها.
{فَكَانَتْ أَبْوَابًا}؛ أي: ذات أبواب كثيرة لنزول الملائكة.
{وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ}؛ أي: زالت عن أماكنها وتفتت صخورها.
{فَكَانَتْ سَرَابًا}؛ أي: كالسراب، فهي بعد تفتتها ترى كأنها جبال، وليست بجبال، بل غبارًا متراكمًا، والسراب: ما تراه نصف النهار كأنه ماء، قال الراغب: هو اللامع في المفازة كالماء، وذلك لانسرابه في مرأى العين؛ أي: ذهابه وجريانه، وتنعكس فيه البيوت والأشجار وغيرها، ويضرب به المثل في الكذب والخداع، يقال: هو أخاع من السراب، يعني: أنها تصير شيئًا كلا شيء، لتفرق أجزائها، وانبثاث جواهرها.
{كَانَتْ مِرْصَادًا} والمرصاد: اسم للمكان الذي يرصد فيه؛ كالمنهاج اسم

الصفحة 55