كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 31)

للمكان الذي ينهج فيه؛ أي: يسلك، قال الراغب: المرصاد: موضع الرصد كالمرصد، وهو هنا: موضع يرتقب فيه خزنتها المستحقين لها.
{لِلطَّاغِينَ}؛ أي: للذين طغوا في مخالفة ربهم، ومعارضة أوامره. {أَحْقَابًا} جمع حقب بضمتين، وواحد الحقب: حقبة، وهي مدة مبهمة من الزمان.
{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا} والبرد: برد الهواء، وقد يراد به: النوم، ومن أمثالهم: منع البرد البرد؛ أي: أصابه من شدة البرد ما منعه النوم.
{وَلَا شَرَابًا}؛ أي: شرابًا يسكن عطشهم، ويزيل الحرقة عن بواطنهم.
{إِلَّا حَمِيمًا} وهو الماء الحار المغلي. {وَغَسَّاقًا}؛ أي: قيحًا وصديدًا وعرقًا دائم السيلان من أجسادهم. {جَزَاءً وِفَاقًا (26)}؛ أي: موافقًا أعمالهم السيئة. {لَا يَرْجُونَ} لا يتوقعون {حِسَابًا}؛ أي: محاسبة على أعمالهم، أو ثواب حساب.
{كِذَّابًا}؛ أي: تكذيبًا، وفعال من باب فعل المضاعف شائع فيما بين الفصحاء مطرد، مثل: كلم كلامًا.
{كِتَابًا} مصدر مؤكد لـ {أَحْصَيْنَاهُ} من غير لفظه كما مر.
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)} مفازًا: مصدر ميمي من فاز الثلاثي، وأصله مفوز بوزن مفعل بفتح العين، نقلت حركة الواو إلى الفاء فسكنت، ثم أبدلت ألفًا لتحركها أصالة، وفتح ما قبلها في الحال؛ أي: إن لهم فوزًا بالنعيم الدائم، والثواب الجسيم. {حَدَائِقَ} جمع حديقة؛ أي: بساتين، فيها أنواع الثمر والحجر، والهمزة فيه مبدلة من الياء الواقع في الاسم المفرد المؤنث الواقعة ثالثًا حرف مد زائدًا.
{وَأَعْنَابًا} جمع: عنب، وهو ثمر الكرم .. {وَكَوَاعِبَ} جمع كاعب، وهي التي نهض ثدياها وتكعبا. {أَتْرَابًا}: جمع ترب، وهي التي سنها من سن صاحبتها. {وَكَأْسًا} والكأس: إناء من بلور للشراب. {دِهَاقًا}؛ أي: ممتلئة، يقال: أدهق الحوض؛ أي: ملأه، قال خداش:
أَتَانَا عَامِرٌ يَبْغِي قِرَانَا ... فَأتْرَعْنَا لَهُ كَأْسًا دِهَاقَا
{لَغْوًا} واللغو: الباطل من الكلام الذي يلغى ولا يعتبر لعدم إفادته. {وَلَا كِذَّابًا}؛ أي: تكذيبًا. {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ} الهمزة فيه مبدلة من ياء، أصله: جزاي،

الصفحة 56