كتاب تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (اسم الجزء: 32)

ومنها: أن يُعطي عينيه حقهما من النظر في المصحف، ففي الحديث: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعطوا أعينكم حظها من العبادة" قالوا: يا رسول الله وما حظها من العبادة؟ قال: "النظر في المصحف والتفكير فيه والاعتبار عند عجائبه"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن نظرًا".
ومنها: أن لا يتأول القرآن بشيء من أمور الدنيا يعرض له، كقول الرجل إذا جاءه أحد: جئتَ على قدر يا موسى، وكقوله لضيوفه مثلًا: كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيام الخالية.
ومنها: أن لا يقرأ المقرآن بألحان الغناء كلحون أهل الفسق.
ومنها: أن يجوف خطه إذا كتبه.
ومنها: أن لا يقرأه في الأسواق، أو في مواطن اللغط ومجمع السفهاء.
ومنها: أن لا يقصد بتلاوته سؤال الخلق.
ومنها: أن لا يحقر المصحف، فإنه ورد النهي عن تحقير المصحف والمسجد.
ومنها: أن لا يكتبه على الأرض ولا على حائط، كما يفعل في المساجد، ففي الحديث: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتابته في أرض، فقال لشاب من هذيل: "ما هذا؟ " قال: من كتاب الله كتبه يهودي، فقال: "لعن الله من فعل هذا، لا تضعوا كتاب الله إلا موضعه" ورأى عمر بن عبد العزيز ولده يكتب القرآن على حائط فضربه.
ومنها: إذا كتبه وشربه ينوي به الشفاء من كل داء وأذى وبلوغ الآمال من كل خير، فإن الله يؤتيه على قدر نيته.
ومنها: إذا ختم القرآن يقرأ من أوله قدر خمس آيات، فقد ورد في الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل سأله عن أفضل العمل، فقال: "عليك بالحال المرتحل" قال: وما الحال المرتحل؟ قال: "صاحب القرآن يضرب من أوله حتى يبلغ آخره، ثم يضرب في أوله كلما حل ارتحل".
ومنها: إذا ختم القرآن أن يجمع أهله ويدعو بخير الدارين، كما كان السلف

الصفحة 485