كتاب حسن السمت في الصمت

* (وقال آخر) (¬1):
الصمت فالزم ولا تنطق بلا سبب ... إن (المقلل) (¬2) بالإكثار في تعب
وإن ظننت بأن القول من ورق ... فاستيقن الصمت من ذهب " (¬3)
* (وقال) (¬4) أبو الحسن المروزي (¬5):
" لعمرك إن الحلم زين لأهله ... (وما الحلم إلا عادة وتحلم) (¬6)
¬_________
(¬1) في "ل" وقال بعضهم.
(¬2) في المطبوعة " المعلل " , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" و"ل".
(¬3) لم أقف على هذه الأبيات.
(¬4) سقطت من "ل" , وفي "ط" لم يذكر قائل الأبيات بل قال: " وقال آخر".
(¬5) أبو الحسن المروزي هو علي بن هشام بن فرخسروا أبو الحسن المروزي.
أحد قواد المأمون له شعر حسن , قدم على المأمون بدمشق , وكان له نديما , ثم وجد عليه في بعض أمره فقتله.
حكى عنه دعبل بن علي أخبرنا أبو الحسن محمد بن كامل , قال:
" كتب إلي أبي جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد الله محمد بن عمران بن موسى أخبرهم إجازة , قال علي بن هشام بن فرخسروا القائد المروزي قدم مع المأمون من خراسان وخٌص به وكان المأمون يزوره ويأنس به , ثم قتله وأخاه الجنيد بن هشام بالشام في آخر عمره في سنة سبع عشرة ومائتين , وكان علي أديبًا شاعًرا فاضلًا , وهو القائل:
يا موقد النار يذكيها فيخمدها ... قر الشتاء بأرياح وأمطار
قم فاصطل النار من قلبي مضرمة ... بالشوق تغن بها يا موقد النار
رد بالعطاش على عيني ومحجرها ... ترو العطاش بدمع وأكف جاري
إن غاب شخصك عن عيني فلم تره ... فإن ذكرك مقرون باضماري
وله أيضًا:
هبني جمعت المال ثم خزنته ... فحانت وفاتي هل أٌزاد به عمرا
إذا اختزن المال البخيل فإنه ... يورثه قومًا ويحتقب الوزرا
وله أيضًا:
لعمرك إن الحلم زين لأهله ... وما الحلم إلا عادة وتحلم
إذا لم يكن صمت الفتى من فدامة ... وعي فإن الصمت أهدى وأسلم
(¬6) في "م1" و"م2": " وما العلم إلا عادة وتعلم , والصواب ما أثبتناه.

الصفحة 107