كتاب حسن السمت في الصمت

" وقال سفيان بن عيينه " (- رحمه الله تعالى -) (¬1) (ورواه) (¬2) الخطيب , وابن عساكر " لأبي نواس " (¬3):
(شعرًا) (¬4)
(خل جنبيك لرام) (¬5) ... وامض عنه بسلام
(مت بداء) (¬6) الصمت خير ... لك من (داء) (¬7) الكلام
إن السالم من ألـ ... جم فاه بلجام " (¬8)
¬_________
(¬1) زيادة من المطبوعة.
(¬2) في "م1" و"م2": روى , وما أثبتناه عن المطبوعة.
(¬3) في "م1" و"م2" أبي القوانيت , والصواب ما أثبتناه.
(¬4) في "م1" و"م2" شعرًا وهي الصواب.
(¬5) في م1 وم2 ": " خل بنيك كرام " , والصواب ما أثبته.
(¬6) في "م1" و"م2": "من بذا " والصواب ما أثبتته المطبوعة وأثبتناه هنا.
(¬7) في "م1" و"م2": ذا.
(¬8) وردت الأبيات في " تاريخ بغداد " (7/ 121 في ترجمة بشار بن موسى الخفاف) ولكن هناك ثلاثة أبيات غير هذه الأبيات الأربعة وهما:
شبت يا هذا وما ... تترك أخلاق الغلام
والمنايا آكلات ... شاربات للأنام
نعم الموعد القيامة نلتقي ... أنا ويحيى والإمام
لكن سقطت كلمة " الإمام " التي في البيت الثالث وقد ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق عندما ترجم للحسن بن هارون , وروى الخطيب الخبر مرة أخرى في ترجمته ليحيى بن أكثم (14/ 192) وفي هذه المرة اكتفى بالبيتين الأول والثاني , وذكرهما على لسان أبي نواس , والبيتين في ديوان أبي نواس (ص 625) , طبعة ... (بيروت) من قصيدة بعنوان " داء الصمت "
من مجزوء الرمل , وأرى أن في إيرادها فائدة فأوردتها كاملة:
خَلِّ جَنبَيكَ لِرامِ ... وَاِمضِ عَنهُ بِسَلامِ
مُت بِداءِ الصَمتِ خَيرٌ ... لَكَ مِن داءِ الكَلامِ
رُبَّما اِستَفتَحتَ بِالمَز ... حِ مَغاليقَ الحِمامِ
رُبَّ لَفظٍ ساقَ آجا ... لَ نِيامٍ وَقِيامِ
إِنَّما السالِمُ مَن أَل ... جَمَ فاهُ بِلِجامِ
فَاِلبِسِ الناسَ عَلى الصِح ... حَةِ مِنهُم وَالسَقامِ
وَعَلَيكَ القَصدَ إِنَّ ال ... قَصدَ أَبقى لِلحُمامِ
شِبتَ يا هَذا وَما تَت ... رُكُ أَخلاقَ الغُلامِ
وَالمَنايا آكِلاتٌ ... شارِباتٌ لِلأَنامِ
كما ذكر ابن منقذ في " لباب الآداب " الثلاثة أبيات الأولى على لسان سفيان بن عيينة (274) فصل في " الصمت وحفظ اللسان ".
وهذه الأبيات أوردها الخطيب ضمن خبر طويل حدث ليحيى بن أكثم مع سفيان بن عيينة , وهو: =
= عن علي بن المديني , قال: " خرج سفيان بن عيينة إلى أصحاب الحديث وهو ضجر , فقال: أليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن سعيد وجالس أبا سعيد الخدري , وجالست عمرو بن دينار وجالس جابر بن عبد الله , وجالست عبد الله بن دينار وجالس ابن عمر , وجالست الزهري وجالس أنس بن مالك , حتى عدَّ جماعة , ثم أنا أجالسكم , فقال له حدث المجلس: أتنصف يا أبا محمد؟ , فقال: إن شاء الله , قال له: والله لشقاء من جالس أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بك أشد من شقائك بنا , فأطرق وتمثل بشعر أبي نواس:
خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام
فسأل من الحدث؟ , فقالوا: يحيى بن أكثم , فقال سفيان: هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء - يعني السلطان -" ... أ. هـ (7/ 121).
وذكرت الأبيات كلها في المصدر نفسه (14/ 192) , وروى الخبر المزي في " تهذيب الكمال " من طريق محمد بن يونس (20/ 25) ,.

الصفحة 110