كتاب حسن السمت في الصمت

* وفي المغرب في حلي المغرب يقول ابن سعيد المغربي عن أبي عبد الله الإلبيري: ... " وكان حسن السمت جميل المذهب في قضائه " (¬1).
* ويقول العماد الأصفهاني في خريدته عن جمال الدين أبو العباس أحمد ابن خذداذ: " حسن السمت متكلف للصمت وضئ الوجه ".
* وفي نهاية الأرب يقول النويري عن ابن جامع:
" وكان حسن السمت كثير الصلاة ".
* فحسن السمت من الأشياء التي مدح بها الناس بعضهم بعضًا , فهي كما ذكرنا على لسان نبينا - صلى الله عليه وسلم - إحدى خصال النبوة , وهي لا تجتمع مع التقوى في منافق , فالمنافق من الممكن أن يكون حسن السمت , ولكنه لا يستطيع أن يكون تقيًا لذا أقول إن حسن السمت ليس معناه حسن المظهر الخارجي إنما المعنى الحقيقي له: التقى والعفاف في الدين، والسير على طريق ونهج الإسلام.
وفي الحقيقة التمسك بالسمت الحسن ومكارم الأخلاق وعرى الإسلام من الأمور التي تميزنا عن غيرنا من أصحاب الديانات الأخرى , فكما قال الشنقيطي في تفسيره لقوله تعالى في سورة بني إسرائيل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)} (الأنفال الآية 45).
فأمره في هذه الآية الكريمة بذكر الله كثيرًا عند التحام القتال يدل على ذلك أيضاً دلالة واضحة. فالكفار خَيَّلوا لضعاف العقول أن النسبة بين التقدم والتمسك بالدين،
¬_________
(¬1) المغرب في حلى المغرب: ابن سعيد المغربي: (1/ 149) , ترجمة رقم: 85 , تحقيق: شوقي ضيف , دار المعارف , الطبعة الرابعة.

الصفحة 24