كتاب حسن السمت في الصمت

* وأخرج الخرائطي في " مكارم الأخلاق " عن ابن مسعود (¬1)
- رضي الله عنه- قال:
" أتى رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ آت , فقال: يا رسول الله إني مطاع في قومي (فبما آمرهم) (¬2) , فقال له: مرهم بإفشاء السلام , وقلة الكلام إلا فيما يعنيهم " (¬3).
* وأخرج الطيالسي (¬4) , وأحمد عن جابر بن سمرة , قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل الصمت " (¬5).
¬_________
(¬1) عبد الله بن مسعود هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي وكنيته أبو عبد الرحمن مات أبوه في الجاهلية وأسلمت أمه وصحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك كان ينسب إلى أمه أحيانا , أم عبد000وأم عبد كنية أمه - رضي الله عنهما -.
وكان أقرب الناس سمتا وهديًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - , شهد بدرًا والمشاهد كلها , كان صاحب سواد - بكسر السين - رسول الله يعني: صاحب سره , وكان صاحب وساده يعني: فراشه , وصاحب سواكه , ونعليه , وطهوره , وكان ذلك في السفر فقط , توفي - رحمه الله - في المدينة سنة 32هـ ودفن بالبقيع.
ترجمته في " الاستيعاب ": (2/ 316 - 324) , و " الإصابة ": (2/ 368 رقم 4954) و" الثقات " لابن حبان: (3/ 208) , و " تاريخ الإسلام ": (عهد الخلفاء الراشدين) (379 - 389) , و" حلية الأولياء ": (1/ 122 رقم 31) , و " صفة الصفوة ": (1/ 155 , رقم: 19).
(¬2) في المطبوعة: فما أمرهم به , وما أثبتناه عن "م1" و"م2" وهوالصواب والله أعلم.
(¬3) أخرجه الخرائطي في" مكارم الأخلاق": (480) عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به. لم يرد في "الصمت".
وورد في جامع الترمذي عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الحياء والعي شعبتان من الإيمان , والبذاء والبيان شعبتان من النفاق " , العي: قلة الكلام , والبذاء: الفحش في الكلام , والبيان: كثرة الكلام؛ صححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي " (2027).
(¬4) الطَّيالسي سليمان بن داود الطيالسي. مُحدِّث، من الحفاظ المتقنين، فارسي الأصل. سكن البصرة، ورحل إلى بلدان كثيرة.
روى عن جرير بن حازم، وحمّاد بن زيد، وحمّاد بن سلمة، وشعبة، وسفيان الثوري، وهشام الدستوائي وغيرهم؛ روي عنه أنه قال: " كتبت عن ألف شيخ "؛ روى عنه: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وعمرو ابن علي الفلاس، ومحمود بن غيلان وغيرهم؛ أكثر من الرواية عن شعبة وكان من المقدَّمين الراوية عنه؛ كان قوي الحفظ، ويعتز بذلك , جُمعت أحاديثه في مسند عُرف باسم " مسند الطيالسي ". توفي بالبصرة سنة 204 هـ.
(¬5) أخرجه أحمد في " مسنده " مسند البصريين (5/ 86 برقم: 20829 , و 5/ 88 برقم: 20846 , طبعة: مكتبة قرطبة , مذيل بأحكام شعيب الأرناؤوط , وفيه: عن سماك , قال: قلت لجابر بن سمرة: " أكنت تجالس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ , قال: نعم , فكان طويل الصمت , قليل الضحك , وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر , وأشياء عن أمورهم فيضحكون وربما تبسم " حسَّنه الأرناؤوط , لم يرد في " الصمت ".

الصفحة 76