مبادئ التعاون الثقافي الدولي. وتأسيسًا على ذلك، فإن الحوار مفهوم سياسي أيديولوچي ثقافي حضاري، وليس مفهومًا قانونيًا» اهـ.
ولعل من أسباب شيوع هذا الشعار كونه لا يفصح - بحد ذاته - عن هدف مبيت، أو يوحي بتوجه معين، يمكن أن يعد ملزمًا أو محرجًا للمنادين به من الطرفين. فالحوار لافتة تخفي وراءها أشكالًا متنوعة من المضامين، ووعاءٌ يمكن أن يحوي مواد متباينة (¬1).
ونحن هنا - كما تبين من مقدمة البحث - بصدد مناقشة مسألة ذات مستويين: مستوى (إسلامي-كتابي)، ومستوى آخر (سُنِّي-شيعي).
دعوة التقريب: على المستوى الأول (الإسلامي-الكتابي):
إنه من بين أكثر من ثلاثمائة مؤتمر من مؤتمرات التقريب بين الأديان، والعديد من المناسبات والاحتفالات المشتركة جرت في العصر الحديث، بالإضافة إلى الكتابات الصادرة من دعاة التقريب ومنظِّريه (¬2)، يمكن أن نميز ثلاثة اتجاهات، لا يفصلها حدود حاسمة في مجال التطبيق العملي الميداني، وتعمل كلها تحت مظلة (حوار الأديان Interfaith Dialogue)، وهذه الاتجاهات هي:
- وحدة الأديان.
- توحيد الأديان.
- التقريب بين الأديان.
¬_________
(¬1) د. أحمد القاضي: دعوة التقريب بين الأديان (1/ 347 - 8) باختصار وتصرف.
(¬2) وهذا إحصاء الدكتور أحمد القاضي، انظر السابق (1/ 335)، وانظر: مسرد بالمؤتمرات المعقودة للتقريب بين الأديان مرتبة حسب وقوعها الزمني، المرجع نفسه (4/ 1687 - 718).