كتاب الحطة في ذكر الصحاح الستة

بهما عَالم بجملة الْعُلُوم الْمَذْكُورَة إِذْ كل الصَّيْد فِي جَوف الفرى وَلَيْسَ قربَة وَرَاء عبادان وَقد قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعلم ثَلَاثَة آيَة محكمَة أَو سنة قَائِمَة أَو فَرِيضَة عادلة وَمَا كَانَ سوى ذَلِك فَهُوَ فضل رَوَاهُ أَبُو دؤاد وَابْن مَاجَه فَائِدَة أُخْرَى
إِنَّمَا الْمَقْصُود من الْعلم والتعليم والتعلم معرفَة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَهِي غَايَة الغايات وَرَأس أَنْوَاع السعادات ويعبر عَنْهَا بِعلم الْيَقِين وَهُوَ الْكَمَال الْمَطْلُوب من الْعلم الثَّابِت من الْأَدِلَّة فإياك أَن يكون شغلك من الْعلم أَن تَجْعَلهُ صفة غلبت على قَلْبك حَتَّى قضيت نحبك بتكراره عِنْد النزع كَمَا يَحْكِي أَن أَبَا طَاهِر الزيَادي كَانَ يُكَرر مَسْأَلَة ضَمَان الدَّرك حَالَة نَزعه بل يَنْبَغِي لَك أَن تتخذه سَبِيلا إِلَى النجَاة وَلِهَذَا قيل من أَرَادَ أَن يرغم عدوه فليحصل الْعلم وَأَن لَا يترفه فِي الْمطعم والملبس وَأَن لَا يتجمل فِي الأثاث والمسكن بل يُؤثر الِاقْتِصَار فِي جَمِيع الْأُمُور ويتشبه بالسلف الصَّالح وَكلما ازْدَادَ إِلَى جَانب الْقلَّة ميله ازْدَادَ قربه من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِأَن التزين بالمباح وَإِن لم يكن حَرَامًا لَكِن الْخَوْض فِيهِ يُوجب الْأنس بِهِ حَتَّى يشق تَركه فالحزم اجْتِنَاب ذَلِك لِأَن من خَاضَ فِي الدُّنْيَا لَا يسلم مِنْهَا الْبَتَّةَ مَعَ أَنَّهَا مزرعة الْآخِرَة فَفِيهَا الْخَيْر النافع والسم الناقع
قَالَ السُّبْكِيّ فِي معيد النعم الْعلمَاء فرق كَثِيرَة مِنْهُم الْمُفَسّر والمحدث والفقيه والأصولي والمتكلم وَغَيرهم وينشعب كل فرقة من

الصفحة 25