سريعا إلى خديجة رضي اللَّه عنها فقال: إني لأخشى أن أكون كاهنا! قالت: كلا يا ابن العم، لا تقل ذلك، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وإن خلقك لكريم [ (1) ] .
وخرج الإمام أحمد من حديث حماد قال [ (2) ] : حدثنا عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: أقام النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بمكة خمسة عشر سنة، سبعا يرى الضوء [والنور] [ (3) ] ويسمع الصوت، وثماني سنين يوحى إليه.
وخرج مسلم من حديث إبراهيم بن طهمان قال: حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن [ (4) ] .
ورواه سليمان بن معاذ عن سماك عن جابر أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: إن بمكة لحجرا كان يسلم عليّ ليالي بعثت، إني لأعرفه إذا مررت عليه.
وخرج البيهقي من حديث السّدي عن عبّاد بن عبد اللَّه عن علي رضي اللَّه عنه قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بمكة، فخرج في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا حجر ولا جبل إلا قال له: السلام عليك يا رسول اللَّه [ (5) ] .
وفي رواية: لقد رأيتني أدخل معه بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الوادي، فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول اللَّه وأنا أسمعه. [[ (6) ]] .
__________
[ (1) ] لم أجده بهذه السياقة، وفي الباب من الأحاديث نحوا منه، وفيه:
«فإذا الملك الّذي جاءني بحراء جالس على كرسيّ بين السماء والأرض» ،
وفيه حديث آخر: «فرفعت رأسي إلى السماء انظر إلى السماء، فإذا جبريل عليه السلام في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء» ، (دلائل أبي نعيم) :
1/ 215، [فصل في ذكر بدء الوحي وكيفية ترائي الملك وإلقائه الوحي إليه وتقريره عنده أنه يأتيه من عند اللَّه، وما كان من شق صدره صلّى اللَّه عليه وسلّم] ، (دلائل البيهقي) : 2/ 148 (على الترتيب) .
وانظر أيضا الحديث رقم (4) من باب (3) ، كتاب بدء الوحي، (صحيح البخاري) .
[ (2) ] (مسند أحمد) : 1/ 460، حديث رقم (2519) ، وفيه: «سبع سنين» وقال في آخره: «وأقام بالمدينة عشر سنين» .
[ (3) ] ما بين الحاصرتين ليس في المسند
[ (4) ] سبق شرحه وتخريجه.
[ (5) ] (دلائل البيهقي) : 2/ 153، 154.
[ (6) ] ما بين الحاصرتين في (خ) كلمة «لطيفة» ولا فائدة من إثباتها.