كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 4)

ومن حديث الزهري عن عبد الرحمن بن أنيس السلمي، عن العباس بن مرداس قال: كان إسلام العباس بن مرداس أنه كان بغمرة في لقاح له نصف النهار، إذ طلعت عليه نعامة بيضاء مثل القطن، عليها راكب عليه ثياب بيض مثل القطن فقال:
يا عباس بن مرداس! ألم تر أن السماء حفّت أحراسها، وأن الحرب جوعت أنفاسها، وأن الخيل وضعت أحلاسها، وأن الّذي جاء بالبر ولد يوم الاثنين في ليلة الثلاثاء، صاحب الناقة القصواء.
فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت، حتى جئت وثنا لي يدعى الضماد، كنا نعبده ونكلّم من جوفه، فدخلت عليه وكنست ما حوله، ثم قمت فتمسّحت به وقبلته، فإذا صائح يصيح من جوفه: يا عباس بن مرداس!
قل للقبائل [ (1) ] من سليم كلها ... هلك الضمار [ (2) ] وفاز أهل المسجد
هلك الضمار [ (2) ] وكان يعبد مدة ... قبل الصلاة [ (3) ] على النبي محمد
إن الّذي ورث النبوة والهدى ... بعد ابن مريم من قريش مهتدى
قال: فخرجت مرعوبا حتى جئت قومي، فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر، فخرجت في ثلاثمائة راكب من قومي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فدخلنا المسجد،
فلما رآني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تبسم وقال: يا عباس بن مرداس! كيف كان إسلامك؟
__________
[ () ] (دلائل أبي نعيم) : 1/ 118- 119، حديث رقم (66) قال في (الخصائص) 1/ 267:
أخرجه أيضا ابن جرير، والمعافي بن زكريا، وابن الطراح في كتاب (الشواعر) بأسانيدهم، وقال في هامشه: «كذا في الأصل، ولعلّ الصواب العواتكا» ، ونقول: أن العواتك والعوارك كل منهما تخدم المعنى، فإذا أراد الشاعر «العوارك» فمعناها النساء الشابات اللاتي في سنّ الحيض، قال في (ترتيب القاموس) : 3/ 207: عركت المرأة عركا وعروكا: حاضت.
وإذا أراد «العواتك» ، فالعواتك: في جدات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم تسع: ثلاث من سليم: بنت هلال أم جدّ هاشم، وبنت مرّة بن هلال أم هاشم، وبنت الأوقص بن مرة بن هلال أم وهب بن عبد مناف.
والبواقي من غير بني سليم.
والعواتك من الصحابيات: عاتكة بن أسيد، وبنت خالد، وبنت زيد بن عمرو، وبنت عبد المطلب، وبنت عوف، وبنت نعيم، وبنت الوليد. (المرجع السابق) : 3/ 150- 151.
[ (1) ] كذا في (خ) ، و (الخصائص) ، وفي (دلائل أبي نعيم) : «للقبيلة» .
[ (2) ] في (خ) : «الضماد» وصوابه في (القاموس) : «ضمار» .
[ (3) ] في (دلائل أبي نعيم) : «قبل الكتاب» .

الصفحة 17