كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 4)

فغرس عليها النخل وصارت رهاطا كلها تشرب منه وسماها الناس ماء الرسول، وأهل رهاط يغتسلون منها ويستشفون بها، وغدا راشد على [ (1) ] سواع وكسّرة [ (2) ] .
وله من حديث إسماعيل بن عيّاش، عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ [ (3) ] عن عبد اللَّه بن الديلميّ قال: أتى رجل عبد اللَّه بن عبّاس [ (4) ] رضي اللَّه تعالى عنه فقال: بلغت أنك تذكر سطيحا [و] [ (5) ] تزعم أن اللَّه خلقه [و] [ (5) ] لم يخلق من ولد آدم شيئا يشبهه! قال: نعم، إن اللَّه خلق سطيحا الغسانيّ لحما على وضم- والوضم: شرائح النخل [ (6) ]- وكان يحمل على وضمه فيؤتي به حيث يشاء، ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والكفان، وكان يطوى من رجليه إلى ترقوته كما يطوى الثوب، فلم يكن فيه شيء يتحرك إلا لسانه.
فلما أراد الخروج إلى مكة حمل على وضمه، فأتى به مكة، فخرج إليه أربعة من قريش: عبد شمس وهاشم ابنا عبد مناف بن قصيّ، والأحوص بن فهر، وعقيل ابن أبي وقاص، انتموا إلى غير نسبهم [فقالوا] [ (7) ] : نحن أناس من جمح، أتيناك [وقد] [ (8) ] بلغنا قدومك، فرأينا أن [إتياننا] [ (9) ] إياك حق لك، واجب علينا
__________
[ (1) ] في المرجع السابق: «إلى سواع فكسّره» .
[ (2) ] (دلائل أبي نعيم) : 1/ 120- 122، حديث رقم (68) ، قال الدميري في (حياة الحيوان) :
1/ 221: وأخرجه البغوي في (المعجم) ، وابن شاهين وغيرهما، وذكره السيوطي في (الخصائص) : 1/ 193، وابن حجر في (الإصابة) : 2/ 434، ترجمة راشد بن عبد ربه السلمي، رقم (2519) وفيه: ورواه أبو حاتم بسند له، والبيت عنده هكذا:
أربّ يبول الثعلبان برأسه ... لقد هان من بالت عليه الثعالب
و (مجموعة الوثاق السياسية) : 197، وثيقة رقم (213) لراشد السلمي: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم راشد بن عبد ربه السلمي، أعطاه: غلوتين بسهم وغلوة بحجر برهاط، فمن حاقه فلا حق له، وحقه حق، وكتب خالد بن سعيد» .
[ (3) ] كذا في (خ) ، و (دلائل أبي نعيم) ، وصوابه (السيباني) بالمهملة (الجرح والتعديل) : 9/ 177، ترجمة رقم (735) بحي بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة.
[ (4) ] كذا في (خ) «عياش» ، والتصويب من (دلائل أبي نعيم) .
[ (5) ] زيادة للسياق.
[ (6) ] في (دلائل أبي نعيم) : «شرائح من جريد النخل» .
[ (7) ] في (خ) : «وقالوا» ، وما أثبتناه من (دلائل أبي نعيم) .
[ (8) ] زيادة للسياق.
[ (9) ] كذا في (خ) ، وفي المرجع السابق: «زيارتنا» .

الصفحة 20