كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 5)

غداة أضر بالحسن السبيل
قال كاتبه: حسن: بفتح الحاء المهملة وسكون السين، وحسين: بفتح الحاء وكسر السين، هما ابنا عمر بن الغوث بن طيِّئ وفي (طبقات ابن سعد) ، عن عمران بن سليمان قال: الحسن والحسين [اسمان] من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية، ولما قتل أبوه عليّ سنة أربعين، بايعه أكثر من أربعين ألفا كلهم قد بايع عليا قبل موته على الموت ليشتدّ بهم إلى حرب معاوية، وكانوا أطوع للحسن وأحب فيه منهم في أبيه، فبلغ الحسن مسير معاوية إليه في أهل الشام، فتجهز هو وذلك الجيش وسار عن الكوفة إلى لقائه، وجعل قيس بن سعد ابن عبادة الأنصاري على مقدمته في اثنى عشر ألفا [ (1) ] .
فلما نزل المدائن نادى مناد في العسكر، ألا إن قيس بن سعد قتل فانفروا، فثاروا ونهبوا سرادق الحسن حتى نازعوه بساطا تحته، فازداد لهم بغضا ومنهم ذعرا، وكتب إلى معاوية أنه يصير الأمر إليه على أن يشترط ألا يطلب أحدا من أهل الحجاز والمدينة والعراق بشيء كان في أيام أبيه، وكاد معاوية يطير فرحا، وبعث إليه برق أبيض وقال: اكتب ما شئت فيه وأنا ألتزمه، فاصطلحا على ذلك، واشترط عليه الحسن أن يكون له الأمر بعده وأن يعطيه ما في بيت مال الكوفة- وهو خمسة آلاف ألف-
__________
[ (1) ] وقيل: بل كان الحسن قد جعل على مقدمته عبد اللَّه بن عباس، (الكامل لابن الأثير) : 3/ 404، ذكر تسليم الحسن بن علي الخلافة إلى معاوية ضمن حوادث سنة إحدى وأربعين.
وقيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة أبو الفضل، وقيل: أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو عبد الملك الأنصاري الخزرجي الساعدي.
أمه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة الخزرجية، توفي سنة (59) ، وقيل: سنة (60) ، كان من فضلاء الصحابة، وأحد دهاة العرب وكرمائهم، وكان من ذوي الرأي الصائب والمكيدة في الحرب، مع النجدة والشجاعة، وكان شريف قومه غير مدافع، ومن بيت سادتهم. له ترجمة في: (أسماء الصحابة الرواة) : 133- 134، ترجمة رقم (139) ، (الإصابة) : 5/ 473، ترجمة رقم (7182) ، (الثقات) : 3/ 339، (تهذيب التهذيب) : 8/ 353، ترجمة رقم (702) ، (الاستيعاب) : 3/ 1289، ترجمة رقم (2134) ، (تلقيح فهوم أهل الأثر) :
368، (طبقات ابن سعد) : 6/ 52، (سير أعلام النبلاء) : 3/ 102، ترجمة رقم (21) ، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 61، (تاريخ بغداد) : 1/ 177، ترجمة رقم (17) ، (البداية والنهاية) : 8/ 107، (التاريخ الكبير) : 7/ 141، 154، (صفة الصفوة) : 1/ 363، ترجمة رقم (106) ، (طبقات ابن سعد) : 6/ 52- 53.

الصفحة 358