كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 6)

قال فيه ابن عبد البر: أيمن بن عبيد الحبشي، ونسبه البلاذري كما ذكرنا، وثبت أيمن يوم حنين فيمن ثبت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكره ابن إسحاق في من استشهد يومئذ [ (1) ] .
وحنين، كان عبدا للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يخدمه، وإذا توضّأ أخرج وضوءه إلى أصحابه، وكانوا إما شربوه وإما مسحوا به، فحبس الوضوء فكان لا يخرج به إليهم، فشكوه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال [حنين] [ (2) ] حبسته عندي فجعلته في جرّ، فإذا أعطشت شربته، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: هل رأيتم غلاما أحصى ما أحصى هذا؟.
ثم وهبه لعمه العباس رضى اللَّه عنه فأعتقه، وقد قيل: إنه مولى على بن أبى طالب [ (3) ] .
[و] ضميرة بن أبى ضميرة، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، له ولأبيه أبى ضمرة صحبة، ويروى أن ضميرة أصابه سبيا، فمرّ النبي عليه السّلام بأمه وهي تبكى فقال: ما يبكيك؟ أضائقة أنت؟ أعارية أنت؟ فقالت: فرّق بيني وبين ابني، فابتاعه منه ببكر وقال: لا تفرق بين الوالدة وولدها، ثم أرسل إلى الّذي عنده ضميرة فدعاه، فابتاعه منه ببكر وأعتقه [ (4) ] .
__________
[ (1) ] له ترجمة في: (سيرة ابن هشام) : 4/ 319، 5/ 111، 5/ 128، (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (صفة الصفوة) : 1/ 77، (طبقات ابن سعد) : 1/ 497، (الاستيعاب) : 1/ 128- 129، ترجمة رقم (131) ، (الإصابة) : 1/ 170- 171، ترجمة رقم (394) ، (عيون الأثر) : 2/ 313.
[ (2) ] زيادة للسياق والبيان.
[ (3) ] له ترجمة في: (الوافي) : 1/ 87، (الإصابة) : 2/ 140- 141، ترجمة رقم (1875) ، (الاستيعاب) : 1/ 412، ترجمة رقم (585) ، (عيون الأثر) : 2/ 314.
[ (4) ]
رواه البخاري في (التاريخ) ، والحسين بن سفيان، من طريق ابن أبى ذئب، عن حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة، عن أبيه عن جده ضميرة، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرّ بأمّ ضميرة وهي تبكى، فقال: ما يبكيك؟ قالت:
يا رسول اللَّه، فرّق بيني وبين ابني، فأرسل إلى الّذي عنده ضميرة فابتاعه منه ببكر.
قال الحافظ في

الصفحة 326