كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 6)

الّذي كان يتّهم بمارية، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن يضرب عنقه، فوجد مجبوب الذكر [ليس له ذكر] ، فكف عنه، ومن حينئذ عرف أنه خصىّ [ (1) ] .
ونافع مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، له حديث: لا يدخل الجنة شيخ زان ولا مستكبر ولا منان على اللَّه بعمله،
روى عنه خالد بن أبى أمية [ (2) ] .
وأبو بكرة، نفيع بن مسروح، ويقال: نفيع بن الحارث بن كلده بن عمرو ابن علاج بن أبى سلمة بن عبد العزى بن عبد عوف بن قسى، وهو ثقيف، وأمه سمية جارية الحارث بن كلده، وكان من عبيد الحارث، وهو أخو زياد بن أبيه لأمه سمية، وكان أبو بكرة يقول: أنا مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ويأبى أن ينتسب ويقول: أنا من إخوانكم في الدين، فإن أبى الناس إلا أن ينسبونى، فأنا نفيع بن مسروح، وأرادوه على الدعوى فأبى، وقال لبنيه عند الموت: أبى مسروح الحبشي.
ويقال: إن سمية كانت من أهل زندورد من كسكر، يقال لها يا سيج، سرقها الكوّاء اليشكربى، أبو عبد اللَّه بن الكوّاء فخرج إلى الطائف فأتى الحارث بن كلدة، وكان طبيب العرب، فداواه فبرأ، فوهب له سمية.
ويقال إنها كانت أمة لدهقان الأبلّة، فقدم الحارث الأبلة، فعالج ذلك
__________
[ (1) ] (الإصابة) : 5/ 699- 702، ترجمة رقم (7587) ، (المواهب اللدنية) : 2/ 124، (صفة الصفوة) : 1/ 78.
[ (2) ] أخرجه البخاري ومطين، والحسن بن سفيان، والبغوي، وابن أبى داود، وابن السكن، وابن شاهين، والطبراني، وابن مندة، من طريق أبى سعيد الأشج، عن عقبة بن خالد، عن الصباح بن يحيى عن خالد بن أبى أمية، فذكر الحديث مثله، لكن فيه تقديم وتأخير قال البغوي: ولا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن الصباح بن يحيى، عن خالد بن أمية.

الصفحة 329