كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 6)

وسيرين، أخت مارية القبطية، أهداهما جميعا المقوقس من مصر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فاتخذ مارية لنفسه، وأقامت عنده سيرين، حتى كانت غزاة المريسيع، وقال عبد اللَّه بن أبىّ بن سلول ما قال، وذكر جعيل بن سراقة وجهجاه، ما قالا، وكانا من فقراء المهاجرين.
قال ابن أبىّ: ومثل هذين يكثر على قومي، وقد أنزلنا محمدا في ذروة كنانة وعزها، واللَّه لقد كان جعيل يرضى أن يسكت فلا يتكلم، فصار اليوم يتكلم.
وقال ابن أبىّ في صفوان بن معطل، ورماه بما رماه به من الإفك، فقال حسان بن ثابت رضي اللَّه عنه:
أمسى الجلاليب قد راعوا وقد كثروا [ (1) ] ... وابن الفريعة أمسى بيضة البلد
__________
[ () ] عبيد اللَّه بن أبى رافع، عن جدته، وكانت تخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قالت: ما كان يكون برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قرحة [ولا نكبة] إلا أمرنى [رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم] أن أضع عليها الحناء.
(الإصابة) : 7/ 709- 710، (سنن الترمذي) : 4/ 343، كتاب الطب، باب (13) ما جاء في التداوي بالحناء، حديث رقم (2054) ، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث فائد، وروى بعضهم هذا الحديث عن فائد، وقال: عن عبيد اللَّه بن على عن جدته سلمى، وعبيد اللَّه بن على أصحّ، ويقال: سلمى، لها ترجمة في: (الوافي) : 1/ 87، (المواهب اللدنية) :
2/ 124، (تاريخ الخميس) : 2/ 180، (صفة الصفوة) : 1/ 78، (عيون الأثر) : 2/ 314، (تهذيب التهذيب) : 12/ 454، ترجمة رقم (2815) ، (أعلام النساء) : 2/ 254، (الاستيعاب) : 4/ 1862- 1863، ترجمة رقم (3383) ، (الإصابة) : 7/ 709- 710، ترجمة رقم (11325) .
[ (1) ] في (ديوان حسان) :
أمسى الخلابيس قد عزّوا وقد كثروا ... وابن الفريعة أمسى بيضة البلد
الخلابيس: الذين يأتون من هاهنا ومن هاهنا، ولم يعرف لها واحد، وكان المنافقون يسمون المهاجرين بالجلابيب، ويعنى حسان بأنه أمسى بيضة البلد، أنه أصبح كبيضة النعامة حين تتركها بالفلاة ولا تحتضنها. (الديوان) : 160.

الصفحة 343