كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 6)

الخلاء، فوضعت له وضوءا، قال: من وضع هذا؟ فأخبر، فقال: اللَّهمّ فقهه في الدين.
ذكره البخاري في باب وضع الماء عن الخلاء [ (1) ] . ولفظ مسلم: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أتى الخلاء، فوضعت له وضوءا، فلما خرج قال: من وضع هذا؟
في رواية زهير [بن حرب] قالوا، وفي رواية أبى بكر [بن أبى النّضر] : قلت:
__________
[ () ] وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه سكب للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وضوءا عند خالته ميمونة، فلما فرغ قال: من وضع هذا؟ فقالت: ابن عباس، فقال: اللَّهمّ فقهه في الدين وعلمه التأويل.
وقال ابن سعد بسنده عن ابن عباس: دعاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمسح على ناصيتي وقال: اللَّهمّ علمه الحكمة وتأويل الكتاب.
واتفقوا على أنه مات بالطائف سنة ثمان وستين، واختلفوا في سنه، فقيل: ابن إحدى وسبعين. وقيل: ابن اثنتين، وقيل: ابن أربع، والأول أقوى. (الإصابة) :
4/ 141- 152، ترجمة رقم (4784) ، (الاستيعاب) : 3/ 933- 939، ترجمة رقم (1588) ، (المستدرك) : 3/ 614- 625، (التاريخ الكبير) : 5/ 3، (التاريخ الصغير) : 1/ 126، (الجرح والتعديل) : 5/ 116، (حلية الأولياء) : 1/ 314، (جمهرة أنساب العرب) : 19، (تاريخ بغداد) :
1/ 173، (جامع الأصول) : 9/ 63، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 274، (وفيات الأعيان) :
3/ 62، (المطالب العالية) : 1/ 114، (سير أعلام النبلاء) : 3/ 331- 351، ترجمة رقم (51) ، (الثقات) : 3/ 208، (أسماء الصحابة الرواة) : 40، ترجمة رقم (5) .
[ (1) ] (فتح الباري) : 1/ 325، كتاب الوضوء، باب (10) وضع الماء عند الخلاء، حديث رقم (143) ، والخلاء: المكان الخالي، واستعمل في المكان المعد لقضاء الحاجة مجازا.
قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «فأخبر» فإن ميمونة بنت الحارث خالة ابن عباس هي المخبرة بذلك. قال التيمي: فيه استحباب المكافأة بالدعاء، وقال ابن المنير: مناسبة الدعاء لابن عباس بالتفقه على وضعه الماء من جهة أنه تردد بين ثلاثة أمور: إما أن يدخل إليه بالماء إلى الخلاء، أو يضعه على الباب لتناوله من قرب، أو لا يفعل شيئا، فرأى الثاني أوفق، لأن في الأول تعرضا للاطلاع، والثالث يستدعى مشقة في طلب الماء، والثاني أسهل، ففعله يدل على ذكائه، فناسب أن يدعى له بالتفقه في الدين ليحصل به النفع، وكذا كان. (المرجع السابق) .

الصفحة 359