كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 6)

قلانس صفار الأطبية ثلاثا.
وخرج أبو محمد بن حبان من حديث العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، عن ابن عمر رضى اللَّه عنه قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يلبس قلنسوة بيضاء [ (1) ] ومن حديث أبى حذيفة، عن عطاء بن أبى رباح، عن أبى هريرة رضى اللَّه عنه قال: رأيت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قلنسوة بيضاء شامية.
ومن حديث مفضل بن فضالة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة رضى اللَّه عنها، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان يلبس من القلانس في السفر ذوات الآذان، وفي الحضر المضمّرة، يعنى الشامية [ (2) ] .
__________
[ () ] وأما قوله: ولا أحد من أصحابه، فيرده ما أخرجه الحاكم في (المستدرك) ، بسند على شرط الشيخين، عن مرة بن كعب قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يذكر فتنة فقربها، فمر رجل مقنع في ثوب، فقال: هذا يومئذ على الهدى، فقمت، فإذا هو عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه.
وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن أبى العلاء قال: رأيت الحسن بن على يصلّى وهو مقنع رأسه. وأخرج ابن سعد عن سليمان بن المغيرة قال: رأيت الحسن يلبس الطيالسة، وأخرج عن عمارة ابن زاذان قال: رأيت على الحسن طيلسانا أندقيا [نسبة إلى أندق قرية في سمرقند] .
وأما ما ذكره ابن القيم من قصة اليهود، فقال الحافظ ابن حجر: إنما يصلح الاستدلال به في الوقت الّذي تكون الطيالسة من شعارهم، وقد ارتفع ذلك في هذه الأزمنة، فصار ذلك داخلا في عموم المباح، وقد ذكره ابن عبد السلام في (أمثلة البدعة المباحة) ، وقد يصير، من شعار قوم فيكون تركه من الإخلال بالمروءة، وقيل: إنما أنكر أنس ألوان الطيالسة لأنها كانت صفراء، واللَّه تعالى أعلم.
(المواهب اللدنية) : 2/ 449- 450، (طبقات ابن سعد) : 1/ 460، (شعب الإيمان) :
5/ 172- 177، (المستدرك) : 4/ 211- 212، حديث رقم (: 7401/ 48) من كتاب اللباس.
[ (1) ] (شعب الإيمان) : 5/ 175، باب في الملابس والأواني، فصل في العمائم، حديث رقم (6259) ، وقال في آخره: تفرد به ابن خراش هذا وهو ضعيف.
[ (2) ] (إتحاف السادة المتقين) : 8/ 254- 255، كتاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة، وأشار إلى ضعفهم،

الصفحة 375