كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 6)

وللبخاريّ من حديث أبى حازم عن سهل بن سعد قال: جاءت امرأة ببردة- قال سهل: هل تدرون ما البردة؟ قالوا: نعم هي الشملة منسوج في حاشيتها- قالت: يا رسول اللَّه! إني نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنها لإزاره، فحبسها رجل من القوم فقال: يا رسول اللَّه! اكسنيها، قال: نعم، فجلس ما شاء اللَّه في المجلس، ثم رجع فطواها، ثم أرسل بها إليه.
فقال له القوم: ما أحسنت، سألتها [إياه] ، وقد عرفت أنه لا يرد سائلا، فقال الرجل: واللَّه ما سألتها إلا لتكون كفني يوم أموت، قال سهل: فكانت كفنه. ذكره في كتاب الجنائز [ (1) ] في باب من استعد الكفن في زمان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وفي كتاب الأدب [ (2) ] في باب حسن الخلق. وفي كتاب اللباس [ (3) ] وفي كتاب البيوع [ (4) ] في باب النسّاج.
وخرّج أبو عبد اللَّه الحاكم من حديث يونس بن أبى إسحاق عن العيزار ابن حريث، عن أم الحصين الأحمسية قالت: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعليه بردة قد التفع بها تحت إبطه، كأنى انظر إلى عضلة عضدة ترتجّ، فسمعته يقول:
يا أيها الناس، اتقوا اللَّه وإن أمرّ عليكم عبد حبشي فاسمعوا له وأطيعوا، ما
__________
[ () ] بهذا الحديث، وفي حديث عكرمة بن عمار من الزيادة قال: «جبذه إليه رجع نبي صلّى اللَّه عليه وسلم في نحر الأعرابي، وفي حديث همام: «فجاذبه حتى انشق البرد وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم» . (المرجع السابق) : الحديث الّذي يلي السابق من أحاديث الباب.
[ (1) ] (فتح الباري) : 3/ 184، كتاب الجنائز، باب (38) ، من استعد الكفن في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فلم ينكر عليه، حديث رقم (1277) .
[ (2) ] (المرجع السابق) : 10/ 559، كتاب الأدب، باب (39) حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، حديث رقم (6036) .
[ (3) ] (المرجع السابق) : 10/ 338، كتاب اللباس، باب (18) البرود والحبرة والشملة، حديث رقم (5809) .
[ (4) ] (المرجع السابق) : 4/ 399، كتاب البيوع، باب (31) النساج، حديث رقم (2093) .

الصفحة 387