كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 8)

أن قد فعلتن، وخرّجه مسلم [ (1) ] ، وانتهى منه إلى قوله: هو عليّ.
__________
[ () ] وثوبان» ، وقيل «بريرة ونوبة» ، وجمعوا بين هذه الروايات على تقدير ثبوتها بأن خروجه تعدد، فيتعدد من اتكأ عليه، وهو أولى من قول من قال: تناوبوا في صلاة واحدة.
قوله: «من سبع قرب» ، قيل: الحكمة من هذا العدد أن له خاصيته في دفع ضرر السم والسحر، وتمسّك به بعض من أنكر نجاسة سؤر الكلب، وزعم أن الأمر بالغسل منه سبعا، إنما هو لدفع السمية التي في ريقة.
وقد ثبت حديث «من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر» ،
وللنسائى في قراءة الفاتحة على المصاب سبع مرات، وسنده صحيح، وفي صحيح مسلم: القول لمن به وجع: «أعوذ بعزة اللَّه وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات» ، وفي النسائي: «من قال عند مريض لم يحضر أجله: أسأل اللَّه العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات» (فتح الباري) مختصرا.
[ (1) ] (مسلم بشرح النووي) : 4/ 379، كتاب الصلاة، باب (21) استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما من يصلى بالناس، وأن من صلّى خلف إمام جالس لعجزه عن القيام لزمه القيام إذا قدر عليه، ونسخ القعود خلف القاعد في حق من قدر على القيام، وحديث رقم (90) ، وقال في آخره: قال عبيد اللَّه: فدخلت على عبد اللَّه بن عباس فقلت له: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: هات، فعرضت حديثها عليه، فما أنكر منه شيئا، غير أنه قال:
أسمّت لك الرجل الّذي كان مع العباس؟ قلت: لا، قال: هو على. وتكرر ذلك في آخر الحديث رقم (91) ، (92) ، باختلاف يسير في اللفظ.
وأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) : 7/ 173- 174، باب ما جاء في استئذانه صلّى اللَّه عليه وسلّم أزواجه في أن يمرّض في بيت عائشة رضى اللَّه عنها، ثم ما جاء في اغتساله وخروجه إلى الناس، وصلاته بهم، وخطبته إياهم ونعيه نفسه إليهم، وإشارته إلى أمنّ الناس عليه في صحبته، وفي ص 189- 191، باب ما جاء في آخر صلاة صلاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بالناس، من أولها إلى آخرها.
وتفسير موقف السيدة عائشة رضى اللَّه عنها وتشددها في عدم ذكر الرجل الآخر، وهو الإمام على ابن أبى طالب كرم اللَّه وجهه، يكمن فيما نقله الدكتور عبد المعطى قلعجي محقق (دلائل النبوة للبيهقي) ، حيث نقل من كتاب (عائشة والسياسة) للأستاذ سعيد الأفغاني [ص 76- 82] مختصرا:
«لنرجع ثلاثين سنة قبل أن بويع لعلى بالخلافة، فسنجد ثمة نقطة التحول التي فرضت على عائشة اتجاهها الّذي اتجهته مع على رضى اللَّه عنه ولم تستطع الإفلات منه، ولا من عاطفتها العنيفة التي لم تخفف تتابع الأيام والسنين من حدتها، فلنمعن في هذه الأمور التاليات:
1- لم تجتمع أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على شيء اجتماعهن على الغيرة الشديدة من السيدة عائشة رضى اللَّه عنها، لما خصها به النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من محبة، إذ حلّت من قلبه المنزلة التي لا تسامى، والغيرة بين

الصفحة 20