كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 8)

غزوة بنى النضير
ثم خرج صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى غزوة بنى النضير من اليهود، في ربيع الأول، على رأس سبعة وعشرين شهرا من الهجرة، في قول الواقدي. وقال الزهري: [هي] غزوة كانت على رأس ستة أشهر من وقعة [بدر] قبل أحد. وجعلها ابن إسحاق بعد بئر معونة وأحد، فحصرهم ست ليالي، حتى أنزلهم وجلاهم عن المدينة، ثم عاد بعد خمسة عشر يوما [ (1) ] ، [واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم] [ (2) ] .
[قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى بنى النضير يستعينهم في دية القتيلين من بنى عامر، فلما أتاهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قالوا: نعم يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه] [ (3) ] .
[ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه- ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد- فمن رجل يعلو على هذا البيت، فيلقى عليه صخرة فيريحنا منه؟] [ (3) ] .
[فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، أحدهم، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقى عليه صخرة كما قال، ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نفر من أصحابه، فيهم: أبو بكر، وعمر وعلى- رضوان اللَّه تعالى عليهم] [ (3) ] .
__________
[ (1) ] قال الواقدي: كانت في ربيع الأول، على رأس سبعة وثلاثين شهرا من مهاجرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
(المغازي) : 1/ 363.
[ (2) ] زيادة للسياق من كتب السيرة.
[ (3) ] (سيرة ابن هشام) : 4/ 43- 146 مختصرا.

الصفحة 359