كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 8)

وأما أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم سمّ
فخرّج البخاري في الطب [ (1) ] ، وفي الجزية والموادعة [ (2) ] ، من حديث الليث قال: حدثني سعيد عن أبى هريرة رضى اللَّه عنه قال: لما فتحت خيبر، أهديت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شاة فيها سمّ، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: أجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود، فجمعوا له، فقال لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقىّ عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم، فقال لهم [رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم] : من أبوكم؟ قالوا: أبونا فلان [فقال كذبتم، أبوكم فلان] فقالوا: صدقت وبررت، فقال: هل أنتم صادقىّ عن شيء إن سألتكم عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: من أهل النار؟
قالوا: نكون فيها يسيرا، ثم تخلفوننا فيها، فقال لهم: اخسئوا فيها، واللَّه لا نخلفكم فيها أبدا، ثم قال لهم: هل أنتم صادقىّ عن شيء إن سألتكم عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قال: هل جعلتم في هذه الشاة سمّا؟ قالوا: نعم، قال: ما حملكم على ذلك؟ قالوا: إن كنت كاذبا، نستريح منك، وإن كنت نبيا، لم يضرك.
وللبخاريّ من حديث شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك [رضى اللَّه عنه قال:] إن يهودية أتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، بشاة مسمومة، فأكل
__________
[ (1) ] (فتح الباري) : 10/ 300، كتاب الطب، باب (55) ما يذكر في سمّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، حديث رقم (5777) .
[ (2) ] (المرجع السابق) : 6/ 334، كتاب الجزية والموادعة، باب (7) ، إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم؟ حديث رقم (3169) .

الصفحة 45