كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 8)

وللبخاريّ ومسلم وأبى داود، من حديث سفيان، حدثني عبد ربه بن سعيد بن عمرة، عن عائشة رضى اللَّه عنها [قالت] إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يقول للمريض: بسم اللَّه تربة أرضنا، وريقه بعضنا، يشفى سقيمنا. اللفظ للبخاريّ وفي لفظ له: قالت: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول في الرقية: تربة أرضنا، وريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا. ذكرهما في باب: رقية النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم [ (1) ] .
ولفظ مسلم: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كان به قرحة أو جرح، قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بإصبعه هكذا، ووضع سفيان سبّابته بالأرض ثم رفعها، بسم اللَّه تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى به سقيمنا، بإذن ربنا [ (2) ] . وفي لفظ: ليشفى [ (3) ] .
ولفظ أبى داود: قالت كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول للإنسان إذا اشتكى: يقول بريقه، ثم قال: به في التراب تربة أرضنا، بريقة بعضنا، ليشفى سقيمنا، بإذن ربنا [ (4) ] .
__________
[ () ] رحمتك علينا في الأرض، اللَّهمّ رب الطيبين اغفر لنا حوبنا وذنوبنا وخطايانا، ونزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفائك على ما بفلان من شكوى، فيبرأ، قال: وقل ذلك ثلاثا ثم تعوذ بالمعوذتين ثلاث مرات» .
[ (1) ] (فتح الباري) : 10/ 253، كتاب الطب، باب (38) رقية النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، حديث رقم (5745) ، (5746) .
[ (2) ] ، (3) (مسلم بشرح النووي) : 14/ 434، كتاب السلام، باب (21) ، استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة، حديث رقم (54) .
[ (4) ]
(سنن أبى داود) : 4/ 219- 220، كتاب الطب، باب (كيف الرقى) ، حديث رقم (3895) ، وأخرجه ابن ماجة في (السنن) : 2/ 1163، كتاب الطب، باب (36) ما عوذ به النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وما عوذ به، حديث رقم (3521) ، ولفظه: عن عائشة رضى اللَّه عنها أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان مما يقول للمريض ببزاقه إصبعه: «بسم اللَّه، تربة أرضنا، بريقه بعضنا، ليشفى سقيمنا بإذن ربنا» .
أي كان يأخذ من ريقه على إصبعه شيئا ثم يضعها على التراب فيعلق به منه شيء، فيمسح بها على الموضع الجريح، «تربة أرضنا» أي هذه تربة أرضنا «بريقة بعضنا» يدل على أنه كان يتفل عند الرقية.

الصفحة 50