كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 8)

انظر، فإذا هو قد قضى، صلّى اللَّه عليه وسلّم [ (1) ]
وللبخاريّ ومسلم من حديث النضر، عن هشام بن عروة [قال:] أخبرنى أبى عن عائشة رضى اللَّه عنها قالت: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يرقى يقول: امسح الباس ربّ الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت [ (2) ] .
وخرّجه الإمام أحمد من حديث يحى، عن هشام قال: حدثني أبى عن عائشة، رضى اللَّه عنها، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يرقى: امسح الباس رب الناس، بيدك الشفاء، لا يكشف الكرب إلا أنت [ (3) ] .
ولمسلم من حديث عباد بن عباد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضى اللَّه عنها قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا مرض أحد من أهله، نفث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الّذي مات فيه، جعلت أنفث عليه، وأمسحه بيد نفسه، لأنها كانت أعظم بركة من يدي [ (4) ] .
__________
[ (1) ] (مسلم بشرح النووي) : 14/ 430، كتاب السلام، باب (19) استحباب رقية المريض، حديث رقم (46) .
[ (2) ] (فتح الباري) : 10/ 253، كتاب الطب، باب (38) رقية النبي، حديث رقم (5744) ، (مسلم بشرح النووي) : 14/ 432، كتاب السلام، باب (19) استحباب رقية المريض، حديث رقم (49) .
[ (3) ] (مسند أحمد) : 7/ 76، حديث رقم (23714) من حديث السيدة عائشة رضى اللَّه عنها.
[ (4) ] (مسلم بشرح النووي) : 14/ 432، كتاب السلام، باب (20) رقية المريض بالمعوذات والنفث، حديث رقم (50) .
قوله: «نفث عليه بالمعوذات» هي بكسر الواو، والنفث: نفخ لطيف بلا ريق، فيه استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
قال القاضي عياض: وأنكر جماعة النفث والتفل في الرقى، وأجازوا فيها النفخ بلا ريق، وهذا المذهب والفرق إنما يجيء على قول ضعيف، قيل: إن النفث معه ريق، قال: وقد اختلف العلماء في النفث والتفل، فقيل: هما بمعنى، ولا يكونان إلا بريق.

الصفحة 52