كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 8)

يشتكيه] [ (1) ] . قال أبو عيسى: هذا حديث [حسن] [ (1) ] صحيح، وأبو عبد اللَّه اسمه ميمون، هو شيخ بصرى [ (2) ] .
ومن حديث شعبة، عن خالد الحذاء، أخبرنا ميمون أبو عبد اللَّه قال:
سمعت زيد بن أرقم قال: أمرنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن نتداوى من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت [ (3) ] ، قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب
__________
[ (1) ] زيادة للسياق من (سنن الترمذي) .
[ (2) ] (سنن الترمذي) : 4/ 355، كتاب الطب، باب (28) ما جاء في دواء ذات الجنب، حديث رقم (2078) .
[ (3) ] (المرجع السابق) : حديث رقم (2079) ، وأخرجه النسائي في (الكبرى) ، في الطب، وابن ماجة في (السنن) : 2/ 1148، كتاب الطب، باب (17) دواء ذات الجنب، حديث رقم (3467) ، وحديث رقم (3468) .
وأخرجه الحاكم في (المستدرك) : 4/ 224- 225، كتاب الطب، حديث رقم (7443) وقال:
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال عنه الذهبي في (التلخيص) : صحيح، وحديث رقم (7444) ، وقد سكت عنه الذهبي في (التلخيص) ، وحديث رقم (7445) ، وقال عنه الذهبي في (التخليص) : أسنده معمر عن الزهري، قلت: وميمون أبو عبد اللَّه البصري ضعيف.
قال العلامة ابن القيم: وذات الجنب عند الأطباء نوعان: حقيقي وغير حقيقي. فالحقيقي: ورم حار يعرض في نواحي الجنب في الغشاء المستبطن للأضلاع.
وغير الحقيقي: ألم يشبهه يعرض في نواحي الجنب عن رياح غليظة مؤذية، تحتقن بين الصّفاقات، فتحدث وجعا قريبا من وجع ذات الجنب الحقيقي، إلا أن الوجع في هذا القسم ممدود، وفي الحقيقي ناخس.
قال صاحب (القانون) : قد يعرض في الجنب، والصّفاقات، والعضل التي في الصدر، والأضلاع، ونواحيها أورام مؤذية جدا موجعة، تسمى شوصة وبرساما، وذات الجنب.
وقد تكون أيضا أو جاعا في هذه الأعضاء ليست من ورم، ولكن من رياح غليظة، فيظن أنها من هذه العلة، ولا تكون منها.
قال: واعلم أن كلّ وجع في الجنب قد يسمى ذات الجنب اشتقاقا من مكان الألم، لأن معنى ذات الجنب: صاحبة الجنب، والغرض به هاهنا وجع الجنب، فإذا عرض في الجنب ألم عن أي سبب كان نسب إليه، وعليه حمل كلام بقراط في قوله: إن أصحاب ذات الجنب ينتفعون بالحمام.

الصفحة 7