صلى اللَّه عليه وسلّم أجره، وكلم سيده فخفف عنه من ضريبته، ولو كان سحتا لم يعطه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
وخرجه البخاري [ (1) ] من حديث يزيد بن زريع، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما قال: احتجم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأعطى الحجام أجره، ولو علم كراهية لم يعطه.
وخرجه الخطيب [ (2) ] من حديث محمد بن فضل عن الأعمش، عن نافع، عن ابن عمر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما، قال: إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم دعا أبا طيبة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه فحجمه، وسأله عن خراجه فقال: ثلاثة آصع، فوضع عنه صاعين وأعطاه أجره صاعا.
وذكر ابن أيمن من حديث ابن جريح، عن أبى الزبير أنه سمع جابر بن عبد اللَّه رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما يقول: احتجم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأعطاه أجره، وكان خراجه صاعين كل يوم، فأوصى سيده فوضع عنه صاعا [ (3) ] .
وخرج الحاكم [ (4) ] من حديث أسيد بن موسى قال: أنبانا جماد بن سلمة عن أبى هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: يا
__________
[ (1) ] (فتح الباري) : 4/ 578، كتاب الإجارة، باب (18) خراج الحجام، حديث رقم (2279) .
[ (2) ] (تاريخ بغداد) : 13/ 95، في ترجمة محمود بن محمد الواسطي رقم (7079) بسياقة أخرى.
[ (3) ] راجع التعليقات السابقة ففيها كفاية.
[ (4) ] (المستدرك) : 2/ 178، كتاب النكاح، حديث رقم (2693) ، قال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : على شرط مسلم.
وأبو هند الحجام قيل: اسمه عبد اللَّه، ويقال: اسمه يسار، ذكره ابن وهب في (موطإه) في حجامة المحرم، وقال ابن مندة: سالم بن أبى سالم الحجام يقال له: أبو هند.
وقيل: اسم أبى هند سنان. روى عنه أبو الجحاف.
قال ابن إسحاق: هو مولى فروة بن عمرو البياضي، تخلف أبو هند عن بدر، ثم شهد المشاهد كلها.
وكان يحجم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وقال فيه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: إنما أبو هند امرؤ من