كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 10)

قوم من أصحابه وحلق آخرون، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: رحم اللَّه المحلقين! ثلاثا، كل ذلك يقال: المقصرين يا رسول اللَّه! فقال: والمقصرين! في الرابعة] [ (1) ] .

فصل في ذكر من طبخ لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم
اعلم أنه جاء عن جماعة، أنهم طبخوا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فمنهم أبو عبيدة مولاه [ (2) ] ، ويقال: خادمه.
خرج أبو عيسى الترمذي في (الشمائل) [ (1) ] ، من حديث قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبى عبيدة، قال: طبخت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قدرا، وقد كان يعجبه الذراع، فناولته الذراع، ثم قال ناولني الذراع، فناولته، ثم قال:
ناولني الذراع، فقلت: يا رسول اللَّه! وكم للشاة من ذراع؟ فقال: والّذي نفسه بيده لو سكت لناولتنى الذراع ما دعوت.
وسلمى بنت عميس [ (3) ] أخت أسماء بنت عميس رضى اللَّه تبارك وتعالى عنهما. خرج أبو يعلى، وأبو عيسى في (الشمائل) [ (4) ] ، من حديث الفضيل بن
__________
[ (1) ] (الشمائل المحمدية) : 141، باب (26) ما جاء في إدام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، حديث رقم (170) ، وهو حديث صحيح لغيره، وقد تفرد به الترمذي، وفي سنده ضعف، وله شواهد.
[ (2) ] هو أبو عبيد مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لا يعرف اسمه، وأخرج حديثه الترمذي في (الشمائل) ، والدارميّ من طريق شهر بن حوشب عنه. قال: طبخت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قدرا، وكان يعجبه الذراع ... الحديث ورجاله رجال الصحيح إلا شهر بن حوشب. قال البغوي: له صحبة، حدثني عباس، عن يحى بن معين، قال: أبو عبيد الّذي روى عنه شهر هو من الصحابة. (الإصابة) : 7/ 269، ترجمة رقم (10224) .
[ (3) ] هي سلمى بنت عميس الخثعمية، أخت أسماء، وهي إحدى الأخوات التي قال فيهن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم:
الأخوات مؤمنات. كانت تحت حمزة، فولدت له أمة اللَّه بنت حمزة، ثم خلف عليها بعد قتل حمزة شداد بن الهاد الليثي، فولدت له عبد اللَّه وعبد الرحمن.

الصفحة 51