كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 11)

صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: إن للَّه ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتى السلام. وذكره ابن حبان في (صحيحه) [ (1) ] .
وخرّج الإمام أحمد [ (2) ] من طريق حسين بن على الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعانيّ، عن أوس بن أبي أوس قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة. فأكثروا من الصلاة عليّ فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ. قالوا: يا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت، يعنى وقد بليت؟ فقال: إن اللَّه عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.
ورواه أبو داود [ (3) ] والترمذي [ (4) ] والنسائي [ (5) ] ثلاثتهم من طريق حسين الجعفي، وكذلك خرجه ابن حبان [ (6) ] في (صحيحه) والحاكم في (مستدركه) [ (7) ]
__________
[ () ] بالتشديد كالعلاء، مبالغة منها.
قوله: «يبلغوني»
من الإبلاغ أو التبليغ، وفيه حث على الصلاة والسلام عليه وتعظيم له صلّى اللَّه عليه وسلّم وإجلاله لمنزلته، حيث سخر الملائكة الكرام لهذا الشأن الفخم. (وحاشية السندي على سنن النسائي) .
[ (1) ] (الإحسان بتقريب صحيح ابن حبان) : 3/ 195، كتاب الرقائق، (9) الأدعية، ذكر البيان بأن سلام المسلم على المصطفى صلّى اللَّه عليه وسلّم يبلغ إياه ذلك في قبره، حديث رقم (914) ، وقال ك إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، وعبد اللَّه بن السائب هو الشيبانيّ الكندي.
[ (2) ] (مسند أحمد) : 4/ 577، حديث رقم (15729) ، من حديث أوس بن أبي أوس الثقفيّ.
[ (3) ] (سنن أبي داود) كتاب الصلاة، باب تفريع أبواب الجمعة (207) باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، حديث رقم (1047) ، قال الخطابي: «أرمت» معناه بليت، وأصله أرممت أي صرت رميما، فحذفوا إحدى الميمين، وهي لغة لبعض العرب، كما قالت: ظلت، وقد غلط في هذا بعض من يفسر القرآن برأيه، ولا يعبأ بقول أهل التفسير، ولا يعرج عليهم لجهله، فقال: إن قوله تعالى: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ [الواقعة 65] . من ظال يظال، وهذا شيء اختلفه من قبل نفسه لم يسبق إليه. (معالم السنن) ، مختصرا.
وأخرجه أيضا في كتاب الصلاة، باب (361) في الاستغفار، حديث رقم (1531) . -

الصفحة 60