كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 14)

كل من قال نبئ على رأس أربعين، وأقام بمكة ثلاث عشر سنة، وكل من قال:
بعث على رأس ثلاث وأربعين، وأقام بمكة عشرا، وهو الّذي يسكن إليه القلب في وفاته صلى اللَّه عليه وسلم ولا خلاف في أنه ولد يوم الاثنين بمكة في ربيع الأول عام الفيل وأن يوم الاثنين أول يوم أوحي إليه فيه وأنه قدم المدينة في ربيع الأول.
قال ابن إسحاق هو ابن ثلاث وخمسين، وأنه توفي يوم الاثنين في شهر ربيع الأول سنة إحدى من الهجرة. وروى كريب عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- قال: أوحي اللَّه تعالى إلي النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن أربعين، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشرا، وتوفى وهو ابن ثلاث وستين، وأنزل عليه وهو ابن أربعين وأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشرا، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين، وأنزل عليه وهو ابن أربعين سنة، وأقام بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشرا.
قال أبو عمر: هذا أصح ما في ذلك عندي، ثم ذكر من طريق أبي زرعة حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عيينة بن خالد، حدثنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: توفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين،
وصدق ذلك حديث علي بن حسين، قال: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم توفي ابن ثلاث وستين. واللَّه تبارك وتعالى أعلم.
قال المؤلف: وحديث معاوية الّذي ذكره الحافظ أبو عمر، وخرجه مسلم من طريق سلام بن أبي الأحوص عن أبي إسحاق، قال: كنت جالسا مع عبد اللَّه بن عتبة فذكروا سنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال بعض القوم: كان أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أكبر من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال عبد اللَّه: قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، ومات أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو ابن ثلاث وستين، وقيل: عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو ابن ثلاث وستين، فقال رجل من القوم: كنا قعودا عند معاوية- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، ومات أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو ابن ثلاث وستين وقيل:
عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو ابن ثلاث وستين.
وخرجه من طريق شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدث عن عامر بن سعد البجلي، عن جرير أن سمع معاوية يخطب، فقال: مات رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين.

الصفحة 554