كتاب إمتاع الأسماع (اسم الجزء: 14)
أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- للحديث المأثور، والفعل المشهور، عن الزهري، عن عروة عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت:
واللَّه ما قال أبي شعرا في جاهلية ولا إسلام. في قصة طويلة [ (1) ] .
وأخرج البخاري هذا الحديث في كتابه (الصحيح) ومثل هذا الحديث عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: كذب من أخبركم أن أبا بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: بيت شعر في الإسلام، رواه البخاري عن ابن المتوكل، عن عبد الرزاق.
ثم قال: وأنشدنا هشام بن محمد الكلبي عن عثمان بن عبد الملك أن عمران بن بلال بن عبد اللَّه بن أنيس قال سمعتها من مشيختنا قال: قال عبد اللَّه بن أنيس يرثى النبي صلى اللَّه عليه وسلم:
تطاول ليلى واعترتني القوارع ... وخطب جليل للبلية جامع!
غداة نعى الناعي إلينا محمدا، ... وتلك التي تصطك منها المسامع
فلو رد ميتا قتل نفسي قتلتها! ... ولكنه لا يدفع الموت دافع
فآليت لا أثنى على هلك هالك ... من الناس، ما أوفى ثبير وفارع
ولكنني باك عليه ومتبع ... مصيبته، إني إلى اللَّه راجع!
وقد قبض اللَّه النبيين قبله، ... وعاد أصيبت بالرزى والتبايع
فيا ليت شعرى! من يقوم بأمرنا؟ ... وهل في قريش من إمام ينازع؟
ثلاثة رهط من قريش هم هم ... أزمة هذا الأمر، واللَّه صانع
علي أو الصديق أو عمر لها، ... وليس لها بعد الثلاثة رابع!
فإن قال منا قائل غير هذه ... أبينا، وقلنا: اللَّه راء وسامع
فيا لقريش! قلدوا الأمر بعضهم، ... فإن صحيح القول للناس نافع
ولا تبطئوا عنها فواقا فإنّها ... إذا قطعت لم يمن فيها المطامع
__________
[ (1) ] شعر أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- في رثاء النبي صلى اللَّه عليه وسلم ذكر ابن سعد في (الطبقات) :
2/ 319- 321، كما أثبتناه من (الأصل) .
الصفحة 595
640