كتاب الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي
§بَابُ وُجُوبِ تَعْرِيفِ الْمُزَكِّي مَا عِنْدَهُ مِنْ حَالِ الْمَسْئُولِ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ , ثنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ , نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , نا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى الدَّقِيقِيُّ , نا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ: §«مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ»
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , أنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي , أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ , نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ: §«مَنْ سُئِلَ عِلْمًا يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» وَقَدْ أَنْكَرَ قَوْمٌ لَمْ يَتَبَحَّرُوا فِي الْعِلْمِ قَوْلَ الْحُفَّاظِ مِنْ أَئِمَّتِنَا وَأُولِي الْمَعْرِفَةِ مِنْ أَسْلَافِنَا: إِنَّ فُلَانًا الرَّاوِيَ ضَعِيفٌ , وَفُلَانٌ غَيْرُ ثِقَةٍ , وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ , وَرَأَوْا ذَلِكَ غِيبَةً لِمَنْ قِيلَ فِيهِ , إِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْقَائِلُ , وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى خِلَافِهِ فَهُوَ بُهْتَانٌ. وَاحْتَجُّوا بِالْحَدِيثِ الَّذِي
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ بِنَيْسَابُورَ أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ السَّمَذِيُّ , أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ , ثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ , ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , ثنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ سُئِلَ: مَا الْغِيبَةُ؟ قَالَ: «§ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِي أَخِيكَ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ»
وَقَالَ قَائِلُهُمْ فِي ذَلِكَ شِعْرًا أَنْشَدَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقِرْمِيسِينِيُّ , قَالَ -[38]-: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ , قَالَ: أَنْشَدَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاغَانِيُّ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ , قَالَ: أَنْشَدَنِي بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ الشَّاعِرُ الْمَغْرِبِيُّ لِنَفْسِهِ:
[البحر الطويل]
§أَرَى الْخَيْرَ فِي الدُّنْيَا يَقِلُّ كَثِيرُهُ ... وَيَنْقُصُ نَقْصًا وَالْحَدِيثَ يَزِيدُ
فَلَوْ كَانَ خَيْرًا كَانَ كَالْخَيْرِ كُلِّهِ ... وَلَكِنَّ شَيْطَانَ الْحَدِيثِ مَرِيدُ
وَلِابْنِ مَعِينٍ فِي الرِّجَالِ مَقَالَةٌ ... سَيُسْأَلُ عَنْهَا وَالْمَلِيكُ شَهِيدُ
فَإِنْ تَكُ حَقًّا فَهْيَ فِي الْحُكْمِ غِيبَةٌ ... وَإِنْ تَكُ زُورًا فَالْقِصَاصُ شَدِيدُ"
الصفحة 37