كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

الفاتح للأندلس ولو من غير العرب. أمر يبعد أن يرضاه لنفسه أو يرضاه له أحد ممن يكبره - وهو هذا القمة - بالانتساب إلى من بالمرتبة الأقل وهو يستطيع الأعلى لأنه على هذا المبدأ لا يمنع من الأعلى مانع كالآخر. أما عن قوله "متى كان الموالى ممن يعنون بحفظ أنسابهم والحرص على تخليدها".
فهنا أمران: أولهما: أن هذا النسب ليس طويلا ولا صعبا على هذه الأصة الطلعة - ذات الذكاء والحفظ - أن تحفظ أسماء آبائها وتتناقله وإن كانت من الموالى ويوجد مثل هذا كثير في أيامنا هذه من أسر ليست ذات نباهة ولا شأن.
وثانيهما: أن ولاء هذه الأصة ليس لأصة خاملة فهو "ليزيد بن أبي سفيان القرشى" نائب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه على دمشق، وأخو أمير المؤمنين معاوية. والمعروف عند العرب أن مولاهم يعرف بهم فينتسب إليهم ويفتخر بهم.
وأحب أن أقول للدكتور الحاجري: لو سلمنا كل ما ذكر هل من الممكن أن يصمت وأن لا يشهر بهذا الادعاء الذي ادعاه ابن حزم لنفسه أو ادعاه له غيره أعداؤه الذين هم جل أهل الأندلس وقد عملوا المستحيل لإيذائه والتضييق عليه، وأن لا يظهر هذا إلا من ابن حيان وقلة معه إن هذا بعيد كل البعد.

مناقشة قول سانتشث البرنس:
قوله: "إن معاصريه وتلاميذه، يرونه حفيدا لمولدين" ليس صحيحا ولم يرو هذا من معاصريه فيما - اطلعت عليه - أحد إلا أبو مروان ابن حيان. وأما تلاميذه ومن ترجموا له من غيرهم فهم على

الصفحة 23