كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

ويقول ابن حجر: علي بن أحمد بن سعيد بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الفارسي أبو محمد القرطبي". (¬١)
وعلى هذا المنهج يسير الأتابكي في كتابه النجوم الزاهرة. (¬٢) والمقرى التلمساني في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب. (¬٣) وابن العماد الحنبلى في كتابه شذرات الذهب. (¬٤)
فجميع هؤلاء المؤرخين الثقات قد أكدوا نسب ابن حزم الفارسي، وقدم إسلام هذه الأسرة مع أن أغلب هؤلاء إن لم نقل جميعهم قد اطلعوا على رواية ابن حيان ولم يعيروها اهتمامهم، وقد ساقها ياقوت في كتابه معجم الأدباء بعد أن ذكر أولا النسب الفارسي، وليس هناك ما يدعو هؤلاء المؤرخين جميعهم إلى التحيز للنسب الفارسي ضد النسب الأسباني وقد ساوى الإسلام بين الأمم جميعا.
وأرى أنه لو لم يصل إلينا من هذه الروايات الكثيرة التي تثبت نسب ابن حزم الفارسي، وقدم إسلام أسرته إلا رواية الحميدي. مقابل رواية ابن حيان "القائلة بنسبه الاسباني" لكان لترجيح رواية الحميدي، وجه قوى إذ أنه تلميذ ابن حزم، ثم هو زيادة على هذا لم يثبت له نسبا أفضل مما أثبته ابن حيان بل قال بفارسيته وولائه فليس هناك ما يدعو لرد روايته إذ لم يدع له جاها ولا شرفا بهذا النسب.
---------------
(¬١) لسان الميزان لابن حجر ج ٤ ص ١٩٨.
(¬٢) انظر ج ٥ ص ٧٥ منه.
(¬٣) انظر جـ ٤ ص ٢٨٣ منه.
(¬٤) انظر ج ٤ ص ٢٩٩ منه.

الصفحة 29