كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

٢ - مولده ونشأته:
(مولده)
يقول الشيخ أبو زهرة: "لا يكاد الباحث الدارس يجد عالمًا عظيمًا قد عرف وقت ميلاده بطريق التعيين ولكن يعرف، وقت وفاته بالتعيين، لأنه ولد مغمورًا، ومات مشهورا فكان وقت الولادة غير معلوم على وجه التحقيق ووقت الوفاة كان معلومًا، وإن ابن حزم على غير ذلك فقد عرف وقت ولادته وعين لا بالسنة فقط، بل بالشهر واليوم وجزء اليوم الذي ولد فيه" (¬١).
فذكر صاعد بن أحمد أنه كتب إليه أبو محمد بخطه يقول: "ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي من ربض منية المغيرة قبل طلوع الشمس وبعد سلام الإمام من صلاة الصبح آخر ليلة الإربعاء آخر يوم من شهر رمضان المعظم وهو اليوم السابع من نوفمبر سنة أربع وثمانين وثلاثمائة بطالع العقرب". (¬٢)
وتكاد تجمع المصادر على تعيين هذا التاريخ وكلهم عيال على صاعد فيما رواه عن أبي محمد في تحديد ميلاده، ولم أعرف من خالف هذا، غير ياقوت في كتابه معجم الأدباء حيث قال: "إنه ولد بعد صلاة الصبح من آخر يوم في شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة إلا شهرًا". (¬٣)
---------------
(¬١) ابن حزم حياته وعصره آراؤه وفقهه لأبي زهرة ص ٢٢.
(¬٢) كتاب الصلة لابن بشكوال جـ ٢ ص ٣٩٦. ونفح الطيب للمقرى جـ ٢ ص ٢٨٤.
(¬٣) معجم الأدباء لياقوت جـ ١٢ ص ٢٣٧.

الصفحة 32