كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

وقد قال قبل ذلك: "مات فيما ذكره صاعد بن أحمد الجياني في كتاب أخبار الحكماء في سلخ شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة" (¬١).
وبالنظر إلى رواية ياقوت هذا التاريخ عن صاعد نجد أنها مخالفة لكل من روى عنه نفس هذا التاريخ، ثم تحديد ياقوت عمره باثنتين وسبعين سنة إلا شهرًا في روايته لا تتفق مع ما رواه بأنه ولد في آخر رمضان سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وتوفى سلخ شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة، إذ عليه يكون عمره ثلاثا وسبعين سنة إلا شهرًا وهذا ما لم يقله ولا غيره فالتحريف في النسخ ثابت، وهو ظاهر من ذات العبارة في تحديد عمره. (¬٢)
* * *

(نشأته)
بالنظر إلى رواية صاعد - السابقة - عن أبي محمد في تحديد ميلاده، ندرك أنه ولد في مجتمع ذي شأن عظيم وفي وسط يحرص أفراده كل الحرص على تخليد أخبار مواليدهم فيؤرخون ذلك بالدقة التي وصلتنا عن تاريخ ميلاد أبي محمد. نعم إنه ولد في عهد وزارة أبيه للحاجب المنصور ابن أبي عامر في عصر من أزهى عصور الدولة الأندلسية، فالدار التي ولد فيها أبو محمد بجانب الزاهرة كما حددها في كتابه طوق الحمامة بأنها تقع في الجانب الشرقي بقرطبة في الشارع
---------------
(¬١) معجم الأدباء لياقوت ج ١٢ ص ٢٣٦، ٢٣٧.
(¬٢) انظر ابن حزم لأبي زهرة ص ٢٢، ٢٣، وابن حزم الأندلسي ورسالته في المفاضلة بين الصحابة. لسعيد الأفغاني ص ٢٠.

الصفحة 33