كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

الدليل الثاني:
إتيان الله تبارك وتعالى بكي وهي صريحة في التعليل في مواضع من كتابه من ذلك قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} (¬١).
ففي هذه الآية ذكر سبحانه علة قسمة الفيء وهي منع الأغنياء من تداوله بينهم دون الفقراء (¬٢).
الدليل الثالث:
الإِتيان بلعل بعد إخبار الله أو أمره، وهي في كلام الله تعالى للتعليل المحض ولا تصح للترجي حيث لا يصح ذلك على الله تعالى.
وتأتي للترجي إذا كانت من المخلوق حيث يصح عليه ذلك.
ومما وردت فيه قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (¬٣).
وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (¬٤).
فلعل في الآيتين وفي غيرهما مما وردت فيه؛ للتعليل (¬٥).
---------------
(¬١) سورة الحشر: آية (٧).
(¬٢) انظر شفاء العليل: ص (٤٠٧).
(¬٣) سورة البقرة: آية (٢١).
(¬٤) سورة يوسف: آية (٢).
(¬٥) انظر شفاء العليل ص (٤١٢).

الصفحة 449