كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

فالعلل التي يفعل لأجلها المخلوق تناسب عجزه وافتقاره، والتي يفعل لأجلها الخالق سبحانه تناسب كماله وقدرته، ولا يدرك منها الخلق إلا القليل فلا تشابه إلا في مجرد الاسم كسائر صفات الله تعالى، فقد وصف الله نفسه بالحياة كما في قوله: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" (¬١). وقوله: "وتوكل على الحي الذي لا يموت" (¬٢). وقوله: "هو الحي لا إله إلا هو" (¬٣).
ووصف سبحانه بعض خلقه بالحياة بقوله و: "وجعلنا من الماء كل شيء حي" (¬٤). وقال: "يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي" (¬٥).
ووصف الله تعالى نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كتابه قال: "إن الله سميع بصير" (¬٦). وقال: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (¬٧).
ووصف بعض خلقه بالسمع والبصر، قال: "إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا" (¬٨).
ونحن لا نشك بأن ما في القرآن حق وبأن لله جل وعلا صفة حياة
---------------
(¬١) سورة البقرة: آية (٢٥٥) وآل عمران: آية (٢).
(¬٢) سورة الفرقان: آية (٥٨).
(¬٣) سورة غافر: آية (٦٥).
(¬٤) سورة الأنبياء آية (٣٠).
(¬٥) سورة يونس: آية (٣١) وسورة الروم: آية (١٩).
(¬٦) سورة الحج: آية (٧٥) وسورة لقمان. آية (٢٨)، وسورة المجادلة: آية (١).
(¬٧) سورة الشورى: آية (١١).
(¬٨) سورة الإنسان: آية (٢).

الصفحة 455