كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

والعصاة لآمنوا وأطاعوا لقوله تعالى: "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض" (¬١).
وقوله: "ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفًا من فضة" (¬٢) لأنه إذا قدر على فعل ما لو فعله بهم لكفروا كذلك هو قادر على أن يفعل بهم ما لو فعله بهم لآمنوا (¬٣).
٧ - إرسال الرسل:
لما كان رأي ابن حزم عدم إيجاب شيء على الله تعالى، فلا يوجب عليه أن يفعل بالخلق ما هو الأصلح لهم في الدين والدنيا، كان مذهبه عدم إيجاب إرسال الرسل عليه تعالى.
كما أنه لا يحكم بامتناع إرسال الرسل على الله كما تقول ذلك البراهمة (¬٤). الذين يرون أن إرسال الرسول إلى من يعلم أنه لا يصدقه عبث، فيجب عندهم لهذا نفي بعث الرسول عن الله عز وجل لنفي العبث والعنت عنه.
---------------
(¬١) سورة الشورى: آية (٢٧).
(¬٢) سورة الزخرف: آية (٣٣).
(¬٣) انظر الفصل لابن حزم (٣: ١٦٥، ١٦٨، ١٧٠، ١٧٤، ١٨٢).
(¬٤) البراهمة هم قبيلة بالهند يقولون إنهم من ولد برهمي ملك من ملوكهم قديم وليست النسبة إلى الخليل عليه السلام لأنهم ينكرون النبوات، ولهم علامة ينفردون بها وهي خيوط ملونة بحمرة وصفرة يتقلدونها وهم يقولون بالتوحيد ونفي النبوات وقد تفرقوا أصنافا فمنهم أصحاب الفكرة والتناسخ، انظر الفصل لابن حزم: (١: ٤٩) والملل والنحل للشهرستاني (٣: ٩٥ - ٩٧).

الصفحة 465