كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

كان عادلًا (¬١).
ومن هذا المنطلق - عدم إيجاب شيء على الله تعالى إلا ما أوجب على نفسه - قال أهل السنة بعدم وجوب إرسال الرسل على الله سبحانه وتعالى، وإرسال الرسل أمر ممكن الوجود لا يمنع من وجوده مانع عقلي (¬٢).
ومذهب ابن حزم كما عرضنا موافق لمذهب أهل السنة فهو معهم بعدم إيجاب شيء على الله تعالى إلا ما أوجب على نفسه سواء كان صلاحًا أو لطفًا. فكان رأيه في النبوة جوازها، ووجوبها، ثم امتناعها وقد بينا كيفية ذلك والاستدلال عليه مع عرض مذهبه.
ويقول أبو يعلى في بيان جواز إرسال الرسل:
"ويجوز أن يرسل الله عز وجل رسلًا إلى خلقه العقلاء، وهو قادر على الدلالة التي تدل على صدق الصادق والتفرقة بينه وبين الكاذب .. والدلالة على أنه قادر .. لأنه لا يؤدي إلي أمر محال في صفة الباري عز وجل. ولا في صفة غيره، ولا يؤدي إلى قلب بعض الحقائق والأجناس، وإبطال بعض الأدلة وإخراج الأمور عما في ذواتها فوجب القول بصحة ذلك" (¬٣).
ما ذكرنا هنا إشارة إلى قول أهل السنة في الأصلح واللطف وإرسال الرسل. لبيان صحة قولنا بأن مذهب ابن حزم في ذلك هو مذهبهم والله أعلم.
---------------
(¬١) انظر المعتمد لأبي يعلي ص (١١٦، ١١٨).
(¬٢) انظر المعتمد ص (١٥٣، ١٥٤) والاقتصاد في الاعتقاد ص (١٦٥).
(¬٣) المعتمد في أصول الدين ص (١٥٣) وانظر الاقتصاد للغزالي ص (١٤٨).

الصفحة 471