كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

الخاتمة
بعد أن أتممت ما أردت ذكره في هذا الموضوع أحب أن أذكر خلاصة موجزة كل الإِيجاز لما دار من المباحث داخل هذه الرسالة وهي النتائج بالنسبة لمثل هذه الرسالة إذ ليس في مثل هذه الموضوعات وصول لمخترعات جديدة أكثر من معرفة الآراء وتقويمها.
فالشخصية التي يدور حولها الموضوع ابن حزم الظاهري وهو من أصل فارسي، ومن أسرة قديمة في الإِسلام وهو على الصحيح مولي لبني أمية.
ولد في الربع الأخير من القرن الرابع الهجري في بيت وزارة وجاه فعاش ربيب النعمة إلى أن بلغ سن الرشد تقريبًا فعاش بعد ذلك بعكس تلك الحياة. تولى الوزارة مرات في أوقات قليلة تنتهي كل مرة بنهاية غير محمودة. أكب بعد ذلك على الدرس والعلم فلاقى في حياته العلمية ما لاقى في حياته السياسية، ولكنه الشخص القوي الذي لا يستسلم للأحداث فنال شهرة قوية في العلم خاصة بعد وفاته.
خلف آثارًا كثيرة في أنواع العلوم بلغت ثمانين ألف ورقة لم يبق منها إلا القليل.
والمطلع في العصر الذي عاش فيه ابن حزم من الناحية السياسية والاجتماعية والعلمية عامة، ومساسها بشخصية ابن حزم خاصة ومقدار مبلغه من العلم يدرك أنه ذو عقلية فذة يندر وجود مثلها في

الصفحة 472