كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

من الظاهرية كالقرامطة الباطنية في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته مع ادعائهم الحديث ومذهب السلف، وأن إمامهم داود وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث. ولكن طائفة من أصحابه وافقوا المعتزلة في باب الصفات. (¬١)
ومن هذا ندرك أن الظاهرية الجامعة لأهل الظاهر إنما هي في الفروع دون الأصول، وأنهم مختلفون في الأصول.
وقد رأيت قولا لابن كثير معناه: أن ابن حزم مع ظاهريته في الفروع وعدم قوله بالقياس من أشد الناس تأويلا في باب الأصول وآيات الصفات وأحاديث الصفات. (¬٢)
فأوجد ذلك عندي رغبة في الكشف عن مذهب ابن حزم في كل ما يتعلق بأصول الدين - مجال تخصصي - ولكن سعة هذا الجانب تحول دون تلك الرغبة. حيث يتناول ذلك الكلام على الإلهيات، والنبوات والسمعيات، والبحث في كل هذه النواحي يحتاج إلى وقت طويل لسعته وصعوبته البالغة فتلك مسائل دقيقة لا يمكن الإلمام بها بسهولة وشر فقصرت الكلام على جزء منها "مباحث الإلهيات" على أن يكون البحث في هذا الموضوع عرضا ونقدا. فلاقى ذلك قبولا واستحسانا من أساتذتي الكرام أساتذة الفرع والقسم.
ثم إن ابن حزم عالم نبذ التقليد وعدم التقيد بمذهب في وقت
---------------
(¬١) انظر شرح العقيدة الأصفهانية ص (٧٧، ٧٨).
(¬٢) انظر البداية والنهاية (١٢: ٤٥٦).

الصفحة 7