كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات عرض ونقد

مبكر من طلبه العلم وبدأ يناظر ويجادل بشدة وعنف وقد أصبح لهذا المنهج في هذا الزمن دعاة يتبنونه ويدعون إليه بحماس وشدة، ويستهينون بأقوال العلماء السابقين وآرائهم فرأيت أن من الحاجة إبراز رأى ابن حزم في هذا الجانب الهام والكشف عن معتقده. ليرى أصحاب العقول. كيف قاد ابن حزم مبدأ الإستقلال - مع فرط ذكائه وسعة اطلاعه وإدراكه. وقوة حفظه، ومعرفته بالحديث والفقه واستنباطه للأحكام من الكتاب والسنة - إلى الوقوع في الأخطاء الكثيرة في الإعتقاد ومخالفة أهل السنة والجماعة في الكثير من مسائل العقيدة.
واخترت الإلهيات، دون السمعيات، والنبوات، لأنه المقصد الأسمي في هذا العلم، وهو أيضا معترك النزاع بين الفرق الإسلامية، نفيًا وإثباتًا، وتأويلا، فكل يرى أن الصواب معه، وأن الخطأ ما ذهب إليه سواه فأحببت أن أستبين الحقيقة وأصل إلى نتيجة حاسمة في هذه المباحث التي هي لب مجال تخصصي وجل مباحثه.
وقد يقول قائل: إن الباحثين تناولوا شخصية ابن حزم وأشبعوها بحثا فلا قيمة لما يكتب عنها مجددا.
ونقول لمن يدعي هذا: إن هذه الشخصية وإن تناولتها أقلام الباحثين كثيرا فهي أيضا تحتاج إلى مزيد من البحث، لأن ابن حزم عالم موسوعي تناول كثيرا من الفنون فهو العالم الفقيه والأصولي والمتكلم والأديب الشاعر، وقد كُتبت عن هذه الشخصية الفذة رسائل علمية عديدة منها ابن حزم الأصولي -

الصفحة 8