كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: الكتاب)

واحدة، وهذا خطأ لفظًا ومعنى، وإنما أوجب لهم هذا الإشكال والخطأ أنهم لما اعتقدوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه وكان قوله: "أنَّى أراه" كالإنكار للرؤية حاروا في الحديث، وردَّه بعضهم باضطراب لفظه، وكل هذا عدول عن موجب الدليل.
وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب "الرد له" (¬١) إجماع الصحابة على أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يَرَ ربه ليلة المعراج، وبعضهم استثنى ابن عباس من ذلك، وشيخنا (¬٢) يقول: ليس ذلك بخلافٍ في الحقيقة، فإن ابن عباس لم يقل رآه بعيني رأسه، وعليه اعتمد أحمد في إحدى (¬٣) الروايتين حيث قال: إنه - صلى الله عليه وسلم - رآه، ولم يقل بعيني رأسه (¬٤). ولفظ أحمد كلفظ ابن عباس [ظ/ق ٣ ب] رضي الله عنهما. اهـ.
ويدل على صحة ما قاله شيخنا في معنى (¬٥) حديث أبي ذر رضي الله عنه، قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر: "حجابه النور" (¬٦). فهذا النور هو ـ والله
---------------
(¬١) هو نقض الدارمي على بشر المريسي (ص/١٦٦، ١٦٧)، ط. أضواء السلف.
(¬٢) يعني: ابن تيمية.
(¬٣) في (ب): "أحد"، وفي (ع): "بإحدى" بدل "في إحدى".
(¬٤) انظر هذه الرواية في: المسند (٣٥/ ٣١٢) رقم (٢١٣٩٢)، وفي مجموع الفتاوى (٣/ ٣٨٦، ٣٨٧).
(¬٥) ليس في (ت).
(¬٦) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (١٧٩).

الصفحة 22