كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: الكتاب)
فإذا جاء إلى زبالة الأفكار ونحاتة الأذهان (¬١)، جال وصال، وأبدى وأعاد، وقعقع وفرقع. فإذا طلع نور الوحي وشمس الرسالة انجحر في أجحرة الحشرات.
وقوله تعالى: {فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ} اللُّجِّيُّ (¬٢): العميق، منسوب إلى لُجَّة البحر، وهو مُعْظمُه. وقوله: {يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ} تصوير لحال (¬٣) هذا المعرض عن وحْيه، فشَبَّه تلاطم أمواج الشُبه والباطل [ظ/ق ٥ ب] في صدره بتلاطم أمواج ذلك البحر، وأنها أمواج بعضها فوق بعض، والضمير الأول في قوله: {يَغْشَاهُ} راجع إلى البحر. والضمير الثاني في قوله: {مِنْ فَوْقِهِ} عائد إلى الموج، ثم (¬٤) إن تلك الأمواج مغشاة بسحاب، [ب/ق ٧ أ] فه?هنا ظلمات (¬٥): ظلمة البحر اللُّجِّي، وظلمة الموج الذي فوقه، وظلمة السحاب الذي فوق ذلك كله إذا أخرج مَنْ (¬٦) في هذا البحر يده لم يكد يراها.
واختُلِف في معنى ذلك، فقال كثير من النحاة: هو نفي لمقاربة
---------------
(¬١) في (ظ): "نحاتة الأفكار، وزبالة الأذهان".
(¬٢) سقط من (ت، ع).
(¬٣) في (ب، ع): "بحال".
(¬٤) سقط من (ت).
(¬٥) سقط من (ت، ع).
(¬٦) في (ظ): "ممن".