كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

الخامس: قوله: "مَذَّاء" أي كثير المذي وهو بفتح الميم وتشديد الذال المعجمة على الأفصح، وبالمد صيغة مبالغة على زنة فعال كضراب من الضرب، وفي رواية لأبي داود (¬1) والنسائي (¬2) وابن حبان (¬3) بعد مَذَّاء "فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -أو ذُكر له- فقال: لا تفعل إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلاة، فإذا فضخت الماء فاغتسل".
[ومعنى] (¬4) "فضخت" بالفاء والخاء المعجمة: دفقت، وفي سنن البيهقي (¬5) من حديث ابن جريج عن عطاء أن عليًّا "كان يدخل في إحليله الفتيلة من كثرة المذي".
السادس: قوله "فاستحييت" هذه اللغة الفصيحة فيه بيائين، ويقال (استحيت) أيضًا بياء واحدة.
السابع: المراد بالحياء هنا: تغير وانكسار يعرض للإِنسان من تخوف ما يعاتب به أو يذم عليه، وأما الحياء الشرعي الممدوح عليه الذي لا يأتي إلَّا بخير فهو: رؤية النعم ورؤية التقصير فيتولد
¬__________
(¬1) أبو داود، عون المعبود، رقم (203).
(¬2) النسائي (1/ 112).
(¬3) ابن حبان (1107).
(¬4) زيادة من ن ب.
(¬5) السنن للبيهقي (1/ 356)، ولفظه: قال كان عليًّا رجلًا مذاء فكان يأخذ الفتيلة فيدخلها في إحليله.

الصفحة 644