كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

غلط أيضًا كما ستلعمه، وغلط أيضًا في حكايته ذلك عن الحسن البصري، وإنما حكى عنه الرواية الثانية، وليته تبع شيخه النووي (¬1) فإنه حكى ذلك عنهما أعني الرواية الثانية. وستعلم أن حكايته وجهًا عندنا غلط.
الرواية الثانية: إن كان شكه في الصلاة لم يلزمه الوضوء، وإن كان خارجها لزمه، وحكاها الشيخ تقي الدين (¬2) عن بعض أصحاب مالك، وحكاها الرافعي في (شرحه الكبير) وجهًا وعزاه إلى صاحب (التتمة) (¬3) ولم يعزه في (الصغير)، وتابعه على حكاية هذا الوجه النووي في (الروضة وغيرها، [وابن الرفعه في (كفايته)] (¬4)، وهو غلط فإن الذي في (التتمة) حكاية ذلك عن مالك، كذا رأيته فيها، وحكاه الماوردي (¬5) عن الحسن البصري، فقد علمت بهذا إن هذا الوجه لا أصل لحكايته.
ونقل القاضي والقرطبي (¬6) عن ابن حبيب المالكي أن هذا
¬__________
(¬1) شرح مسلم (4/ 49، 50).
(¬2) إحكام الأحكام (1/ 318).
(¬3) هو عبد الرحمن بن مأمون بن علي بن إبراهيم النيسابوري أبو سعيد المتولي (426 - 478)، تفقه بمرو على الفوراني، وصنف (التتمة) وكان بارعًا في الفقه والأصول. ترجمته في السبكي (5/ 106، 108)، الإِسنوي (1/ 305 - 306)، ابن قاضي شهبة (1/ 264، 265).
(¬4) زيادة من ن ج.
(¬5) الحاوي الكبير (1/ 254)، وذكره في المجموع (2/ 64).
(¬6) المفهم (2/ 727).

الصفحة 667