كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 1)

في الأم (¬1) هذا الحديث بفائدة حسنة من طريق أبي هريرة وهذا لفظه: "دخل أعرابي المسجد فقال: اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد تحجرت واسعًا"، فما لبث أن بال في ناحية المسجد فكأنهم عجلوا عليه، فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أمر بذنوب من ماء [أو سجل من ماء] (¬2) فأهريق عليه.
ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "علموا ويسروا ولا تعسروا". وفي رواية أبي داود (¬3) أنه صلى ركعتين ثم قال: اللهم ارحمني ومحمدًا ... الحديث، وكذا أخرجه الترمذي (¬4)، وقد يستنبط من هذه الرواية صحة صلاة مدافع الأخبثين؛ لأن الظاهر من حال من يبول عقب الصلاة أنه كان يدافعه، ويحتمل أنه سبقه والله أعلم.
رابعها: أن الأرض تطهر بصب الماء ولا يشترط حفرها، على قول الجمهور خلافًا لأبي حنيفة، والأمر بالحفر ورد من [طريق] (¬5) معللة (¬6).
¬__________
(¬1) مسند الشافعي (21، 22) وأخرج بعضه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 150).
(¬2) في ن ب ساقطة.
(¬3) أبو داود، عون المعبود، رقم (147) وآخره: "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين".
(¬4) الترمذي رقم (147)، وآخره: "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين"، وأحمد (2/ 239، 283)، والنسائي (3/ 14)، وابن خزيمة (864)، والحميدي (938).
(¬5) في ن ب (طرق).
(¬6) أخرجها أبو داود برقم (377) عون المعبود، وهي من طريق عبد الله بن معقل: قال أبو داود رحمه الله: هو مرسل، ابن معقل لم يدرك =

الصفحة 696