كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

مال وعدل. وقال الترمذي (¬1): معناه: تنحيت عنه.
الثالثة: "انبخست" بنون ثم باء موحدة بعدها خاء معجمة، من البخس الذي هو النقص، حكاها الشيخ تقي الدين (¬2)، ثم قال: وقد [استبعدت] (¬3) هذه الرواية، ووجهت على بعدها بأنه اعتقد نقصان نفسه بجنابته عن مجالسة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو مصاحبته، لاعتقاده نجاسة نفسه، هذا أو معناه.
الرابعة: "انتجست" بنون ثم مثناة فوق ثم جيم، ومعناها: اعتقدت نفسي نجسًا لا أصلح لمجالسة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا على تلك الحالة، ومعنى "منه": أي من أجله، حكاها ابن العربي (¬4).
الخامسة: "اختنست" بتقديم الخاء المعجمة وبعدها تاء مثناة فوق ثم نون ومعناها كالثانية، ذكر هذه الخمسة الحافظ أبو الحسين يحيى بن أبي الحسن القرشي المصري في كلامه على الأحاديث المقطوعة في مسلم (¬5)، وعبر عن الثالثة بقوله: ذكر في هذه الكلمة قول آخر، ثم قال: فإن صحت فقد ذكر بعض العلماء أن معناها أنه ظهر له نقصانه عن مماشاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما اعتقد في نفسه من النجاسة فرأى أنه لا يقاومه ما دام في تلك الحالة، وهذا قد أسلفناه
¬__________
(¬1) في السنن (1/ 208).
(¬2) إحكام الأحكام (1/ 361).
(¬3) في الأصل (استعملت)، وما أثبت من ن ب.
(¬4) في عارضة الأحوذي (له) 1/ 185.
(¬5) اطلعت على النسخة المخطوطة لدي ولم أجد هذا المبحث وهي ناقصة.

الصفحة 11