واحتج الأكثرون: بقوله -تعالى-: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} (¬1). وهذا يقتضي أن يمسح بما له غبار، يعلق بعضه بالعضو، وبحديث حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جعلت الأرض كلها لنا مسجدًا، وترابها (¬2) لنا طهورًا إذا لم نجد الماء" رواه الدارقطني (¬3) في سنة وأبو عوانة (¬4) في صحيحه وهو في مسلم (¬5) أيضًا لكن بلفظ "تربتها" بدل "ترابها".
وروى البيهقي (¬6) ء عن ابن عباس قال: "الصعيد: الحرث، حرث الأرض، ولأنه طهارة عن [حدث] (¬7) فاختص بجنس واحد كالوضوء، وبهذا يقع الاحتراز عن الدباغ.
وأما قولهم: الصعيد: ما صعد على وجه الأرض، فلا نسلم اختصاصه به، بل هو مشترك يطلق على وجه الأرض، لأنه صعِدَ عليها، وعلى التراب، وعلى الطريق، وكذا نقله الأزهري (¬8) عن العرب، وإذا كان كذلك لم يختص بأحد الأنواع إلَّا بدليل. وحديث حذيفة وتفسير ابن عباس ترجمان القرآن قاضٍ بتخصيص التراب.
¬__________
(¬1) سورة المائدة: آية 6.
(¬2) وما في السنن "تربتها" كما في مسلم، وأما أبو عوانة "ترابها".
(¬3) الدارقطني (1/ 175).
(¬4) أبو عوانة (1/ 303).
(¬5) ولفظه: "فضلنا على الناس بثلاث"، مسلم رقم (522).
(¬6) السنن الكبرى (1/ 214).
(¬7) في ن ب (طرث).
(¬8) انظر: الزاهر (40).